23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

هكذا تعاقب الشعوب أحزابها ، هل سيعاقب العراقيون أحزابهم .؟

هكذا تعاقب الشعوب أحزابها ، هل سيعاقب العراقيون أحزابهم .؟

كان حري بالعراقيين ان يعاقبوا أحزابهم وهم يرونها منذ البداية وهي تخطط للطائفية والمحاصصة ، وهي تعد العدة للتمهيد من خلال قرارات بريمر للاستيلاء على المال العام وتحويله لصالح التوسع في تنظيماتها ، وهي القادمة من الخارج محلقة في فضاء الاستحواذ على السلطة بكل الوسائل ، كان حري بكل عراقي ان لا ينتخب اي من قياداتها ، واليوم بعد كل التجارب التي خاضها العراقيون ، يقف كل منهم متأملا نتائج كل ذاك الولاء الاعمى لذلكم القادة او لتلك الاحزاب ، وقد مال القادة منذ دخلولهم مع المتحل نحو دغدغة عواطف محبي أل البيت ليدخلوا من ابواب الولاء إليهم محاولين ذلك الولاء الصادق الى ولاء مغلف بالطموحات السياسية نحو حكم البلد بلا برنامج ولا حتى جزء من برنامج ما كان عليه أل البيت ، وفي النتيجة حرفوا مراسيم الولاء النقية الى مراسيم تخدم اهدافهم ، مما سمح لهم لفترة من الاستيلاء على الحكم وسرقة المال للعودة اليه عند كل عتبة انتخابية . واليوم يجد كل عراقي نفسه مكشوفا امام العالم بلا غطاء أمني ولا قاعدة أقتصادية ولا مستقبل واضح ، عليه ان ينحى الشعب العراقي منحى الشعب التركي الذي لقن اوردوكان وحزب العدالة والتنمية دروسا متلاحقة من خلال الانتخابات المتعاقبة ، حيث انفض الكثير من الاتراك عن زعيمهم وحزبهم جراء الاخطاء المتلاحقة وجراء تحول اوردوكان الى حكم الفرد الأوحد والزعيم الا بديل له . والتأزم الاقتصادي جراء سياسات الحزب الخارجية والداخلية،
ان تجربة الشعب التركي هي ذات التجربة العراقية القائمة على تحكم الأحزاب الدينية وإبعاد الأحزاب القومية والمدنية، والحق ان الاستحواذ على السلطة بكل الوسائل إنما يمثل ردة على الديمقراطية لان التلاعب بالأصوات وحرق صناديق الاقتراع هو تزوير فاضح لإرادة الشعوب وأن الشعوب الحية والواقعية لا تسمح بذلك ، فعلى العراقيين الحذو حذو الأتراك وذلك بعدم التصويت في المستقبل لصالح من هو مجرب بعدم الكفاءة والاخلاص للبلد ، وهو عمل يدلل على الوعي، ويعمل على ازاحة الفاسدين ، والخيار مفتوح امام كل العراقيين …