21 نوفمبر، 2024 8:51 م
Search
Close this search box.

هكذا تدير الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادنا !

هكذا تدير الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادنا !

المقدمة : تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أقوى الدول اقتصاديًا على مستوى العالم, ومن خلال قوتها الاقتصادية الهائلة، فإنها تلعب دورًا حاسمًا في إدارة الاقتصادات العالمية وتأثيرها على السياسات الاقتصادية الدولية.

تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق مصالحها الوطنية وتعزيز استقرار النظام الاقتصادي العالمي في ذات الوقت، مما يجعل فهم دورها في إدارة اقتصاديات العالم أمرًا بالغ الأهمية.

أولاً :تحليل القوة الاقتصادية للولايات المتحدة

لفهم كيفية إدارة الولايات المتحدة للاقتصادات العالمية، يتعين أولاً فهم قوتها الاقتصادية وأسبابها, يتمثل السبب الرئيسي وراء قوة الاقتصاد الأمريكي في تنوعه وقوته الصناعية والتكنولوجية والمالية, ويعزى ذلك جزئياً إلى حجم السوق الأمريكية الضخمة والتنوع الهائل في قطاعاتها الاقتصادية.

ثانياً : سياسات الولايات المتحدة الاقتصادية الخارجية

تشمل سياسات الولايات المتحدة الاقتصادية الخارجية مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات التي تستخدمها لتحقيق أهدافها الاقتصادية الخارجية, ويمكن أن تشمل هذه السياسات فرض العقوبات الاقتصادية، وتوقيع الاتفاقيات التجارية، والتدخل الاقتصادي المباشر أو غير المباشر في الدول الأخرى.

ثالثاً : تأثير الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي

تترك تداعيات السياسات الاقتصادية الأمريكية آثارًا واسعة النطاق على الاقتصادات العالمية, فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية إلى تدفقات رأس المال إلى أو من الدول النامية، مما يؤثر على قدرتها على النمو الاقتصادي, كما يمكن أن تؤثر سياسات التجارة الأمريكية على سلاسل التوريد العالمية وأسعار السلع العالمية.

رابعاً : تقلبات سعر صرف الدولار في العراق

إن التقلبات في سعر صرف الدولار الأمريكي لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، والعراق ليس استثناءً, ولأن الدولار الأمريكي هو العملة الرئيسية للتجارة الدولية، فإن تحركاته تؤثر على أشياء كثيرة في بلد مثل العراق الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات.

أحد التأثيرات الرئيسية لتقلبات أسعار صرف الدولار الأمريكي على العراق هو :

1تأثيرها على قوة العملة المحلية الدينار العراقي. ويؤدي انخفاض سعر الدولار مقابل الدينار إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات التضخم، مما يؤثر في نهاية المطاف سلبا على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وعلى العكس من ذلك، إذا ارتفع سعر الدولار، فقد يواجه العراق مشاكل مثل انخفاض القوة الشرائية لشعبه وتعطيل النمو الاقتصادي.

2بالإضافة إلى ذلك، فإن التغيرات في قيمة الدولار قد تؤثر على الاستثمار الأجنبي في العراق. يؤدي عدم استقرار سعر الصرف إلى خفض الثقة في الاقتصاد المحلي، وتقليل الفائدة الاستثمارية، وتقليل النمو الاقتصادي، وزيادة البطالة. وهذا يديم حلقة مفرغة من الفقر والاضطرابات الاجتماعية.

3علاوة على ذلك، فإن تأثير التقلبات في سعر صرف الدولار قد يكون أكثر حدة بالنسبة للشرائح الفقيرة والمحرومة في المجتمع العراقي. ومن الممكن أن تؤدي تقلبات الدولار إلى زيادة أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، وزيادة الفقر والجوع بين السكان، وزيادة التوترات الاجتماعية، وتؤدي إلى الاحتجاجات وأعمال الشغب.

وبشكل عام، لا يمكن تجاهل تأثير تقلبات سعر صرف الدولار على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في العراق. ويجب على السلطات الاقتصادية والسياسية في العراق أن تأخذ هذه التأثيرات بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات الاقتصادية ووضع استراتيجيات للحد من التأثير السلبي لهذه التقلبات على السكان والاقتصاد الوطني.

يقال : في قرية ريفية صغيرة وفقيرة الجميع غارق في الديون ويعيش على الاقتراض فجأةً يأتي رجل سائح غنيُّ إلى المدينة ويدخل الفندق ويضع 100 $ دولار على طاولة الاستقبال ويذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل اختيار غرفة مناسبة..

في هذه الأثناء يستغل مالك الفندق الفرصة ويأخذ المائة دولار ويذهب مسرعاً للجزار ليدفع دينه.

الجزار         : يفرح بهذه الدولارات ويسرع بها لتاجر الماشية ليدفع باقي مستحقاته عليه.

تاجر الماشية : بدوره يأخذ المائة دولار ويذهب بها إلى تاجر العلف لتسديد دينه.

تاجر العلف : يذهب لسائق الشاحنة الذي احضر العلف من بلده بعيده لتسديد ما عليه من مستحقات متأخرة.

سائق الشاحنة : يركض مسرعاً لفندق المدينة والذي يستأجر منه غرفة بالدين عند حضوره لتسليم العلف ليرتاح من عناء السفر ويعطي لمالك الفندق المائة دولار لتسديد ديونه.

مالك الفندق  : يعود ويضع المائة دولار مرة أخرى مكانها على الطاولة قبل نزول السائح الثري من جولته التفقدية.

ينزل السائح والذي لم يعجبه مستوى الغرف ويقرر أخذ المائة دولار ويرحل عن المدينة!! لا أحد من سكان المدينة كسب أي شيء إلا انهم جميعاً سددوا جميع ديونهم.. هكذا تدير الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديات العالم .

المراجع :

Baldwin, R., & Evenett, S. J. (Eds.). (2009). The collapse of global trade, murky protectionism, and the crisis: Recommendations for the G20. A VoxEU. org publication.

Cohen, B. J. (2008). International political economy: An intellectual history. Princeton University Press.

أحدث المقالات