18 ديسمبر، 2024 9:19 م

هكذا اتفق العبادي مع مقتدى الصدر للإطاحة بالمالكي

هكذا اتفق العبادي مع مقتدى الصدر للإطاحة بالمالكي

الملاحظ لمجريات الأحداث السياسية في العراق يجد وبكل وضوح إن هناك اتفاقات سياسية واضحة المعالم بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبين مقتدى الصدر تشير وبكل وضوح إلى قيام كيان سياسي جديد في المستقبل القريب وقد أشارت إحدى الصحف اللبنانية لذلك الأمر قبل عدة أيام لكنها لم تخض في التفاصيل بشكل معمق, بطبيعة الحال هذا التحالف بين العبادي ومقتدى الصدر الهدف الاساسي منه هو القضاء على تحالف المالكي وتقليص نفوذه وهذا الامر يكون على محورين وهما :

المحور الأول ملقى على عاتق مقتدى الصدر ويتمثل في المطالبة بتغيير قانون الانتخابات وكذلك أعضاء المفوضية لان المالكي هو المستفيد الوحيد منهما وبقائهما سوف يعيد المالكي شخصيا أو من خلال ائتلافه إلى دفة الحكم مرة أخرى, لذلك لجأ مقتدى الصدر وباتفاق مع العبادي للمطالبة بتغييرهما وجعلهما مطلب جماهيري, وما يلاحظ على التظاهرات إنها لم تستهدف شخص العبادي وحتى خطابات مقتدى الصدر عندما يذكر العبادي فيها فانه يذكره بصفة (الأخ ) ويكون كلامه معه لينا متسامحا, طبعا هذا جزء من الاتفاق بحيث تكون هناك مطالب عامة لا تستهدف شخص العبادي.

المحور الثاني وهو على عاتق العبادي حيث يتمثل بتشكيل حزب سياسي جديد منشق عن حزب الدعوة هذا من جهة ومن جهة اخرى هو دعم تظاهرات مقتدى الصدر بالخفية, وما حدث من خروقات في التظاهرات السابقة كانت خارج المتوقع حيث تفاجئ كل من مقتدى الصدر والعبادي بها ولهذا اتهموا المالكي بان له يد فيها على الرغم من انه لم يكن له آي يد بل هي جهات دولية أرادت قلب الأمور في بغداد من اجل خلق فوضى تقلل من انكسارات داعش, ولهذا أسرع مقتدى الصدر بالبراءة ممن اطلق الصواريخ على الخضراء وقابله العبادي بنفي تورط القوات الأمنية بقتل المتظاهرين.

وبهذا التنسيق بين العبادي ومقتدى الصدر سوف يظهر كيان سياسي جديد سوف – كما يتوقع الطرفان – يطيح بالمالكي وائتلافه لكن لم يلتفتا إلى إن المالكي شخصية ذات نفوذ ومتغلغلة في مفاصل الدولة ولها تأثير واسع حتى وان تم تغيير قانون الانتخابات والمفوضية فان ذلك لن يؤثر بائتلاف المالكي حتى وان اثر فانه تأثيره سوف لا يكون كبير بحيث يصل لمرحلة الإطاحة به سياسيا, وتبقى مراهنتهما فقط على الدعم الذي سيحصلان عليه من الإدارة الامريكية الجديدة التي يظنان انها ستدعمهما ضد المالكي وسوف تضعهما في صدارة المشهد السياسي وهذا كما يقال ( عشم إبليس في الجنة ).