11 أبريل، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

هفة الاعتراف

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ديونها الصادر عام 2014 عن المطبعة المركزية لجامعة ديالى بعنوان أحداث وانفعالات كتبت الشاعرة ابتهال خلف الخياط فيه قصيدتها الموسومة لهفة الاعتراف
من القراءة الأولى للقصيدة نكتشف حجم المعاناة التي كابدتها الشاعرة في زمن تشطى فيه أغلى ما يملك الإنسان وهو الأخ الذي يسبب فقده شرخا وندوبا تغور في جراح الروح

غرفةٌ نائيةٌ ما حواها زمان
.. ومكان غاب عنه كل مكان..
تسّلحتُ أبحث عن طريقٍ لها..
كان سلاحي قلمٌ ودفترٌ بالٍ ..بلا عنوان.
. سِرْتُ بلا هويةٍ بلا رفيقِ
.. وظلي ضاع مني على الطريق
.. أبصرتُ أشارة ضوءٍ صدَّ بصري
.. دهشتُ وقررتُ الكفَّ عن المسير..
وفي لحظةِ قوةٍ استعدتُ نفسي
.. ووجدت ظلي ساجدا يدعو قبلي
..ما بين الظل والمكان تتسلح ب قلم \ دفتر بال \ بلا عنوان اذا هي المواجهة لا بد ان تستعد لها لكن كيف ؟ هنا الاجابة واضحة وصريحة

.. “أيا رب العباد تقبل توبتي..
لقد وجدت صاحبي ..
ورجعت أَسْرِي” و عدنا معا نصوغ خطواتنا تلك الإشارةُ موطن صدقِ..
لعلها الغرفة التي إليها أنوي ..
كل ما تكظمه ابتهال يتأجج في رغبة الدعاء تصوغ خطواتها التي ترشدها الى اشارات دالة على مكمن الغرفة التي تنوي الركون اليها هنا تستقر وتهجع من لهفتها
تحاول ان تصل بسرعة لأن ما بينهما ( اللهفة والسرعة ) رابط يجعلهما صنوان لا يفترقان ترى ما ارادته الشاعرة غير مسدول انه واثق في الاجابة وسط دعاء لايرد وامل لا يخبو

فيا خيلَ روحي أسرعي.. و انتهِ بي هناك ..
فـ لعلي أدري.. من كان يهذي.. أنا ؟
أمَنْ ماتوا قبلي ! وصلتُ ! وصلتُ بسرعة الضوء..
ودققت بصري.. فوجدتُ غرفةً أذهلت فكري !
مرايا كل ما فيها جدرانها.. سقفها .. أثاثها حتى تهيأتُ للصراخ !
من هول شكلي.. فكل ما وجدت فيها كان.. “أنا” !

ما هذا الذي يفزعها ؟ تتذكر من مضى وتنحت في روحها ذهولا ينتج مرايا .. انعكاس لا يتوقف حينما تكتشف الانا ( الذات ) هي المحرك والدافع لما حوله لكنها كيف تكتشفها على أي صورة تكون هنا المغزى

ولكن مقطعات .. فلا شيء أعرفه عني حتى ظلي انقلب ضدي..
وانتصَبَتْ مَحْكَمَةٌ من مرايا ..
جنودها زجاجٌ تَكَّسَرَ.. على رؤوس ضحايا من هم مثلي..
جناة بحب ذواتهم تماسيح.. يهيمون بالقتل. قادتني نفسي إلى مقرها ..
وظلي باعني.. وكشف سِتري..
وها أنا الآن معترف بكل جرائمي.. حَلّلْتُ على الزجاج أن يقوم بقتلي.

ماهذا الذي يستنطق الظل وهو التابع ( لابد ان يكون ذليل )لكنه ينقلب على الذات هو تابع لها أي خسارة تعاني ابتهال واي تجهم ينزوي في عقال مشيئتها حين باعها ظلها وبقيت مجردة بلا اسرار تحتفظ بها انها الخيانة يالهولها اقسى من الموت
لذا تصرخ بجزع :
حللت على الزجاج ان يقوم بقتلي
تراجيديا من نوع مؤلم ومدمر ان تنتهي بين اكوام الزجاج والمرايا .. خلاصة نتيجة اكتشاف زيف المحيط وما يتخلله من اوجاع لاتستاهل تحملها ولتكون بذلك صدمة مجتمع لا يحافظ على طرائقه السليمة ويكون الحبل على الغارب ..
ابتهال الخياط

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب