23 ديسمبر، 2024 8:26 ص

هـل يضحي (الرئيس) بحزبه.. لأجل الشعب..؟!

هـل يضحي (الرئيس) بحزبه.. لأجل الشعب..؟!

يمكن القول .. ان الثمرة التي نحلم بها من زرعنا الديمقراطي.. هي حكومة تحترم الشعب..وتسعى لخدمته وسعادته.. من منطلق (الامانة).. فضلا عن الخوف من صوت الشعب الذي يعلو في يوم الانتخابات..
وللاسف..هذا لم يتحقق.. لان (راس السلطة) اعطى لنفسه صلاحيات التنظير والفتوى والولاية على عقائد الناس وعلى تاريخ الامة..!.. وجمع الديكتاتور، الصلاحيات كلها بيد جماعته واعلن بصراحة شعار (ما ننطيها).. وهذا الشعار لا يعني عدم اعطاء السلطة فقط.. بل يعني: السلطة ما ننطيها.. والميزانية ما ننطيها.. والمناصب ما ننطيها.. والوظائف ما ننطيها.. والصلاحيات ما ننطيها.. والفضائيات ما ننطيها.. الى اخر القائمة التي لا تنتهي.. وقضية (ما ننطيها) لها طرفان.. هما: الطرف الاول الذي لن يحصل على شي وهو الشعب.. والطرف الثاني هو الذي يأخذ كل شي..وهو الرئيس وحزبه وكتلته.. وليس الهدف من هذه الأسطر اهانة الموتى.. بل هي محاولة لتشخيص الخلل في واقعنا.. وهي تفكير بصوت عال .. ليس الا..!

ان مشكلتنا منذ عشرات السنين.. هي (سلطة الحزب).. واليوم لدينا رئاسة بثلاث رؤوس، وكل رأس يرتبط بحزب.. رئيس الجمهورية له حزب.. ورئيس الوزراء له حزب.. ورئيس البرلمان له حزب.. وتتقاسم الرئاسات السلطة.. في حدود مصلحة الاحزاب ..غالبا، تحت عنوان المحاصصة.. وعلى هذه (الرنة) يبقى الوضع تعبان.. الا في حالة تخلي الرئاسات عن احزابها ..!

واعتقد ان نجاح المرحوم (عبد الكريم قاسم) هو بسبب انتماؤه الوطني الغالب على أي انتماء اخر.. وبغض النظر عن شرعيته وما لازمها.. الا ان الكثير منا لا ينكر حقيقة مفادها: ان الرجل قدم خلال 4 سنوات، ما عجزت عن تقديمه حكومتنا الديمقراطية ..ام المليارات وام الدعم الدولي..ام لسان الطويل..!!

وقد كتبت (سابقا) عن علة الديمقراطية الاوربية، وهي وجود سلطة الشركات (الراسمالية) الظالمة.. وكيف نجح (الديمقراطيون) في نقل السلطة من الشركات الى الشعب، بواسطة الانتخابات، وصارت السيادة للمواطن.. وخضعت الحكومات الاوربية لسلطة الشعب، تعمل بجد ..لاجل الفوز بصوته ورضاه.. اما نحن في (العراق).. فان السلطة لا زالت بيد شركات من نوع خاص.. انها الاحزاب والكتل، وجماعة (ما ننطيها).. التي احتكرت السلطة لاجل مصالحها الضيقة، كما هي الشركات في اوربا سابقا..

ويفترض ان يعمل (الاحرار) في العراق لاجل نقل السلطة من الاحزاب الى الشعب.. ولانه .. لن ينجح أي رئيس قادم في مهمة خدمة شعبنا.. الا اذا ضحى بحزبه على (مذبح) الوطنية..! ..وللحديث بقية..