بـعد ان تم طرح قضية الانتخابات المبكرة ضمن برنامج حكومـة مصطفى الكاظمي وتم تحديد موعدها في حزيران 2021 بـدأت المشاكل تثـار
من قبل الاحزاب والكتل التي تشعر بأنها سوف تخسر الكثير .. وزاد في الطين ( بله ) كما يقول المثل الشعبي العراقي عندما تم طرح موضوع تعديـــــل
قانون لانتخابات الذي عـــرض على طاولة البرلمان .. وهنا ابتدأت نقطة البداية للعودة الى القلاقـل التي تعكر الجـو العام للساحة السياسية . ..
فضلا عن كل ذلك .. جاءت المشكلة العويصة التي كبلت لاقتصاد العراقي من جراء وباء الكورونا وهبوط اسعار النفط عالميا . وكلنا نـعرف ان اقـتصــاد
العـراق ريعـي ويعتمـد على استخراج النفط وهو اقتصاد احادي الجانب .. وتعتمد ميزانية الدولة على ما يأتي لخزينـة الدولة من هذا الريـع ، وبعد ان تــم غـلق ابــواب المصـانـع والمـعامــل بـعد الاحتـلال عام 2003 .. وفـتحت الابواب مشـرعة للبضائع والكماليـات الرديئة لدخول السوق العراقية .
وأبـتـدأت تتجمع المشاكل السياسية بـعد ان تم استهداف المنطقـة الخضراء ومطار بغداد الدولي .. وهنا دخــل الجانب الدبلوماسي المتمثل بـتهـديــــــــــد
الولايات المتحدة الامريكية بأنهـا سـتغلق سـفارتها في بغــداد في حالة عـجز الحكومـة عن اتخاذ الاجــرات الكفـيلة بحمايـة سـفارتها واحتمال نقلهــــــــــــا
الى اربيــل .. وعندما عرفت الجهات التي تنفـذ هجماتها على بـغداد .. تم اسـتهداف اربــيل في رسـالة معلومـة وهي انـها ســوف تستهدف الســـــــــــفارة
في اي مكان من العــراق .وقد اتخذت الحكومة العراقيــة اجــراءات عسكرية لابعــاد تلك الجهات التي تستهدف المنطقـة الخضراء والمطار .
كـل لامـور التي ذكرناهــا كانت الحكومة تحاول قـدر الامكان ان تعـالج تلك الاشكاليات …. ولكـــن كانت نـقطــة بــدايــة المشــكلة الأكـبر هي مهاجمـة
مـقـر الفـرع الخامـس للحـزب الديـمقـراطي الكـردســتانـي الواقع في الكرادة الشرقية وحـرق العلم الذي يمـثـل اقليم كردسـتان ..وطبعـا مــثل هـذا التصرف
غــير مقـبول لان هذا العلم مقــر ومنصوص عليه في الدستور العراقي … وللتذكير ان سـبب مهاجمة مقر الحزب المذكور جاء بــعد تصريح القيادي فــــي
الحزب الكردستاني ووزير الخارجيــة الاســبق هــوشــيار زيبـاري .. وجـــاءت بنــفـس الـيوم جـريمـة مجــزرة قــريــة الفرحـاتـيــة التي هي ضمن قضاء
بلــد بمحافظــة صــلاح الـديــن وراح ضحيتهــا ( 8 ) اشـخاص بضمنهــم اطفــال بالاضافــة الى ( 4 ) مفقوديــن .. ومــثل هــذه الافعـــال الاجــراميـــــة
يـعيـد بنــا الـذاكــرة الى التنــاحر الطائفــي الذي حـدث في العام 2006 و2007 .. وان شـاء الله لاتــعود تلك الأيــام السود .. لإن المسـتـفيد منهــا هــــــم
أعـداء العــراق وشــعبه المغلوب على أمـره .. ونـتمـنى من العقــلاء من السـاسـة ان لايضـعـوا الزيــت على النــار .. وعســى ان يكــون للحكومـة مـوقــف
من أجـل الكشـف عن المجرميــن ومن يـقف خلفهــم من اجــل اطـفـاء نـار الـفـتـنــة التي يحــاول ( البعض ) إثـارتهـــا .
إن الـخطــورة الحقيقيـة تـتمـثـل فـي مـتاجـرة السـياسـيين بـدمـاء الأبـريـاء والعـودة الى خـطابـات المهــاتـرات السـياسـيـة ..