22 نوفمبر، 2024 10:45 م
Search
Close this search box.

هـل لايزال شعار (( الأسلام هو الـحل ..! )) صالحاً ..؟؟

هـل لايزال شعار (( الأسلام هو الـحل ..! )) صالحاً ..؟؟

لابد من التنويه أبتداءاً أن هذا الـشِعار ظهر في حُـقبة الثمانينيات عندما تحالف كل من حركة الإخوان المسلمين و حزب العمل المصري و حزب الأحرار المصري تحت قائمة واحدة للترشح لأنتخابات البرلمان المصري .. وهو شعار أخوانـي بالدرجة الأولـى ، و قد طـرحـهُ الأخوان كشعار سياسي / أنتخابـي .. حالـهُ حال شعارات بقـية الأحزاب الليبرالـية و الديمقراطية لـغرض الـفوز بالأنتخابات ..!

هل نظرية : ( أن العيب ليس في الأسلام .. بل في المسلمين …!! ) كافية لـتبرير الأستمرار بالتمسّك بالشعار … أم أنها أصبحت مُستهلكة .. لأن الذي يـبحث عنهُ الناس و يـهمُّ حياتهم ، ليس النص الجميل المثالي .. بل التطبيق الـعملـي الملـموس للنص الجميل …!

الـنظريـة أو العقيدة لا تكتسب قيمتها و صلاحيّـتها ألاً عـند الـتطبيق ، خصوصاً الـنظريات التي لها مساس بحياة الناس ..! أذ لـو تـفـحّصـنا مُعظم النظريات و العقائـد و الأديان و الـفلسفات على طول المسيرة الـبشرية .. لـوجدناها مثالـية في طروحاتها و مبانـيها النظرية و الفكرية .. لكنها تـبـقى مجرّد كلام على الـورق ، مالم تأخـذ طريقها الى التنفيذ .. و يعيشها الناس عملياً ..!

عندما نقول الأسلام هو الـحل .. أمامنا خيارَين .. الأول هو تطبيق الجوهـر الأخلاقـي للأسلام ، دون التفاصيل الشرعـية المتـعلـّقـة بأحكام المعاملات و الفروع التي تــُعالج المشاكل و السلـوكيات اليومية للناس و العلاقات الـبينيـّة لهم .. و أمامنا النموذج الماليزي والتـركـي .. كمثالـين ناجحـين لهذا الـخـيار .. و نـتذكـّر هنا مقولـة مهاتير محمد باني نهضـة ماليزيا عندما قال : ( عندما أردنا الصلاة توجـّهنا الى الـكعبة .. و عندما أردنا بناء ماليزيا تـوجـّهنا الـى الـيابان ..! ).

الجوهـر الأخلاقـي للأسلام هو أشاعة العدل ( المساواة الأنسانية ) و المساواة و العدالـة الأجتماعية ( المساواة بالحقوق و الواجبات ) و الحريات و رفض الـظلم و الفساد ..!

الخيار الثانـي هو تطبيق كل نصوص الأحكام الشرعية و نصوص المُعاملات حرفياً .. باعتبار أن هذه النصوص صالـحـة لكل زمان و مكان …! و أمامنا نموذج دولـة داعش ( الأسلامية ) و قبلها نظام الأخوان في السودان و نظام طالبان الأفغانـية … و هـي نماذج لا تــُشرّف أحــد …!!

نصوص الأحكام الـشرعـية و نصوص المعاملات ، لو أردنا تطبيقها حرفياً ستصطدم بجملة من الموانع و الـعقبات ..!

أذ بعد تطوّر المسيرة البشرية نحو أعلاء الجانب الأنساني في تعاملات البشر و المساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم و طائـفتهم و عقيدتهم و لونهم و جنسهم .. و شيوع مفاهيم و تطبيقات حقوق الأنسان ، و الحريات العامـة و الخاصـة ، و الديمقـراطية ، و أحــترام الـرأي الآخـر ، و مساواة المرأة بالرجل من حيث القيمة الأنسانية والحقوق المدنية ، و حقوق الطفل … ألخ ، سيصطدم تطبيق تلك النصوص بهذه الموانع و التطوّرات الحضاريـة التي وصلت اليها المجتمعات و الدول الأخــرى ، و يـصبح متناقضاً حـتى مع الطبيعة البشرية الأنسانـيـّة …!

و بما أن أي دولـة تـتبنـّى هذا الخيار هي ليست معزولـة في جزيرة نائـية عن باقي العالم .. بل مرتبطـة بجملة من المصالح و التبادلات الأقتصادية و الألـتزامات و التواصل مع العالم .. عليه ستجد هذه التطبيقات تناقضاً مع المحيط الدولـي ، و مِن ثم رفضاً و شجباً من دول العالم ، و بالتالـي أنعزالاً عنه ، وهو ما يعني موت سريري لهذه الدولة …!!! أذ لا يـُــعقل أن نأتـي اليوم و في عصرنا الـراهن هذا لـنـُـطبـّـق حـدّ السرقـة بقطع يـد السارق مـثلاً .. أو رجـم الـزانـي و الزانـية بالحجر ..!!

أحدث المقالات