22 ديسمبر، 2024 3:21 م

هــل سيضيع العراق مجددا .. احذروا ..؟

هــل سيضيع العراق مجددا .. احذروا ..؟

يبدو ان العراق ، على وشك السقوط بالهاوية مجددا ، وسيناريو سقوط المحافظات ، قد يعود ولكن بنكهة وشكل آخر، ولا نستبعد ان يتكرر المشهدد ، فالمعطيات هي ذاتها موجدودة ، والفساد عاد بقوة وبالسلاح ، وما تحقق في السنوات الاربعة الماضية من مكاسب ونجاحات امنية واستقرار سياسي وانفتاح عربي و اقليمي ، قد ضاع تدريجيا ، وقد يكون العراق ذاهب باتجاه الهاوية مجددا ..!!
ليست المشكلة اليوم بوجود ، داعش ، او بوجود الارهاب بأشكال ومسميات مختلفة ، فهؤلاء عدو واضح والتعامل معه واضح ايضا ومعروف ، و انما المشكلة في التعامل مع جهات تضع قدما في السلطة و قدمها الاخرى انها جماعات مسلحة ، فلا نعرف انها مع الدولة ام ضدها ، وقد لا نعرف لماذا تريد هذه الجهات والفصائل ان تستمر بكامل عدتها وعديدها رغم أنها تشكلت لمقاتلة داعش وهذا الخطر قد زال الان ، فما جدوى وجودها بكامل سلاحها وعدتها ..!!
اكيد ثمة امور اخرى مخفية لا يمكن ان تعلن عنها ، فهي اليوم تمتلك فصائل مسلحة بكامل سلاحها ، و تمتلك ايضا تمثيلا داخل مجلس الوزراء ، فضلا عن امتلاكها كتلة نيابية لا بأس بها داخل قبة البرلمان ..؟
ولكن هل هي مع الدولة …؟
ام انها دولة داخل الدولة ..؟
وهل تؤسس تلك الفصائل لمشروع قريب من منهج و فكر حزب الله ودوره في لبنان ..؟ ام ماذا ..؟
حكاية وجود الفصائل المسلحة بالعراق ، غريبة بعض الشي ..؟
فهي ترفع شعارات الدولة ، ولكن في تركيبتها ، فانها تميل الى إبقاء نفسها مسلحة، بل تشترك بالدولة والعملية السياسية ولكنها تحمل السلاح والاكثر من ذلك انها تنافس على المناصب ، رجم انه منهاجها “جهاديا” يفترض ان يكون خالصا لله ، والاغرب من ذلك ان هذه الفصائل تذهب الى تبني الكثير من القضايا التي تعارض مفهوم الدولة ، وتضع تارة الدولة او الحكومة بخانق ضيق، وتارة اخرى فان تلك الفصائل تعلن بانها تسعى لخدمة الدولة وتتحدث باطر دستورية وقانونية تخالف مشروعها ..؟
وهنا يبرز سؤال الاهم : لو كانت تلك الفصائل جادة في ما تعلنه من مشروع لخدمة العراق ، فلماذا لا تسارع الى دعم المؤسسات الحكومية الأمنية و تسلم السلاح و تتوجه للاندماج بالمؤسسات الامنية ، وبدلا من تكون مرجعيتها سياسية ، ستكون مرجعيها عسكرية حكومية …
وفي ذلك ستتحقق عدة ايجابيات لا حصر لها سنذكر منها :
1- ارسال رسائل للعراقيين بان الدولة هي الخيمة الوحيدة ولا نريد ان نبني دولة داخل دولة او نؤسس لامور اخرى ..!!
2- تطمين دول الجوار بانهم ليست قوات”مذهبية” تسعى للسيطرة على الدولة او ان وجودها يستهدف مكون آخر و يضطهده
3-حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز مفهوم الدولة
4- تعزيز الاتجاه نحو بناء مؤسسات امنية وعسكرية رصينة
5- إذابة المخاوف من خطر الجماعات المسلحة
6- تفويت الفرصة على المتربصين بالعراق في الخارج
7- إنهاء ذريعة وجود “مليشيات” وهذه ممكن ان تستخدم مستقبلا للتدخل في شؤوننا الداخلية
الى جانب العشرات من الايجابيات التي يمكن ان تتحقق في مجال الامن والخدمات لو كانت النية خالصة لبناء الدولة ..!!
ان بقاء السلاح المنفلت واستخدمه من بعض الجهات بطريقةخارجة عن القانون كالسيطرة على النفط او مؤسسات الدولة سيدفع البعض الى قبول اي فكرة اخرى مناوئة ، وبالتالي سنمنح مبررا لنشوء جماعات مسلحة تكفيرية اخرى ستتوفر لها ارضيات وبيئة مناسبة ، وسيتكرر السيناريو مجددا ، وينزلق العراق مرة اخرى في الهاوية ..!!
ان دمج الحشد بالمؤسسة العسكرية سيكون كفيلا بحل الكثير من المشكلات و يعزز القناعة لدى مكونات اخرى بان مخاوفهم من وجود قوة عقائدية قد تستهدفهم مستقبلا ليست سوى أكاذيب او اوهام لا قيمة لها، وان تلك الفصائل لن يكون وجودها مكرر لتجربة حزب الله في لبنان ..
كما ان دمج تلك الفصائل معناه منح روح جديدة في عروق المؤسسة الأمنية يضمن استمرار نجاحها مع مراعاة تكريم الفئات التي تصدت لداعش.. وتوقير مواقفهم ..
ان بقاء هذا الكم الهائل من الفصائل والسلاح ، سيعطي انطباعا بان هناك دولة داخل دولة او انها دولة “فصائل اومليشيات ” تريد الهيمنة على مقدرات الدولة ومؤسساتها وليست لبناء دولة .
وان ما يفعله الحشد الشعبي من مداهمة لمقار وهمية تنتحل صفته ، في حقيقتها خطوة جيدة نحو تشذيب الأداء فلماذا لا تعزز بالاندماج بالمؤسسات الامنية ، وننهي الجدل بشانها ، فخطر بقاء هذه الفصائل تحت مسميات سياسية او ان بقاء مرجعياتها سياسية ، أكبر خطر يواجه العراق ،
فاحذروا قبل ان يقع العراق مجددا بالمحظور ..!!