الملاحظ بعد أن أعلان الإدارة الأمريكية قيامها بضربات جوية إلى مواقع تواجد عصابات ” داعش ” الإرهابية بدأ نفوذ هذه العصابات يتراجع ، وبدأت تنكفأ على نفسها أو فتحت جبهات أخرى لها للتخفيف من الخسائر التي تتعرض لها في جنوب الموصل ، لهذا من الملاحظ جداً أن هذه العصابات صنعت في الخارج لتكون اداة تنفيذ خارطة الطريق للمنطقة ، وتقويض حركة القاعدة من جهة أخرى ، وهذا بالفعل ما حصل من تراجع واضح للقاعدة في سوريا والعراق أمام هذه العصابة المنظمة تنظيماً دولياً عالياً .
ما نشهده اليوم من وضع خطير وحساس ، يختلف عن التوصيفات السابقة حيث يقف بلدنا اليوم أمام مفترق طرق ، فأما إلى الأمان ، وإما إلى مجاهيل خطيرة ، كما تداعيات تحرير ما تبقى من مدينة الموصل وتحديداً بجانبها الايمن تمت قراءته بعدة تحليلات ولكنها لم تخرج بنتائج محسومة ، ولكن الحديث الأهم اليوم ليس هو عن الأسباب وإنما عن طرق مواجهة هذه التداعيات .
يوجد أمامنا مساران :-
الأول : المسار الأمني .
الثاني : المسار السياسي .
الأول يعني أيجاد انتصار حاسم على قوى الإرهاب وطرد فلول داعش من المناطق المتبقية التي احتلتها بما يعزز هيبة الدولة ويعزز كرامة الجيش العراقي .
فيما يشير المسار الثاني إلى أهمية اعتماد خارطة طريق يتفق عليها الفرقاء السياسيون وفي إطار الأسقف الدستورية المعلنة لخطوات ايجاد تسوية سياسية تكون حلاً لجميع المشاكل العالقة ، إذ لا شك أن هناك تحديات كبيرة أمام هذين المسارين (الأمني والسياسي) ، ومن المهم تماماً تركيز الجهد المتواصل لحلحلة التحديات الماثلة أمامهما .
أن خيار التعايش السلمي هو الخيار الذي يحفظ العراق شعباً وأرضاً ومستقبلاً .
لهذا على الفرقاء السياسيين ضرورة الذهاب إلى البرلمان ، وإيجاد التفاهمات اللازمة من اجل الانتهاء من تشريع القوانين اللازمة بدون المساس بالأسقف الزمنية ، مع ضرورة تعزيز وحفظ معنويات الجيش العراقي والقوى الامنية والحشد الشعبي ، وتشجيع عوامل الدعم المختلفة ، وتقوية فرص المحافظات وإعطائها ( الصلاحيات) المناسبة والكفيلة بالنهوض بالواقع الخدمي والصحي والاقتصادي لها .
التهدئة وتجّنب كل ما من شأنه تضعيف الروح الوطنية أو أثارة النعرات الطائفية ، ورفع معنويات الشعب ، ومكافحة الإشاعات والأراجيف ، وتجنّب نشر الأخبار الكاذبة والتي يقوم ببثها الطابور الخامس في تفتيت عرى وأواصر المجتمع العراقي المتجانس ، وضرورة الاهتمام بالنازحين من المحافظات التي دخلتها عصابات داعش الإرهابية .
هذه الإجراءات أن تحققت فهي تعطينا زخماً ودعماً في الوقوف بوجه الإرهاب الداعشي ، وتقويض حركته وانتشاره ، والذي بدأ يقل بفعل الضربات الجوية القوية لطيران الجيش العراقي ، سلاح الجو الأمريكي ، ومثل هذه الضربات تنقل المعركة من مرحلة الدفاع لجيشنا وقواتنا الأمنية إلى مرحلة الهجوم وإيقاع اكبر الخسائر في صفوفه ، لتعود مدننا الأسيرة إلى حضن وطنها الأم