رغم كل التأكيدات التي تعلنها المرجعيات الدينية العليابانها على مسافة واحدة من الجميع ،وان حرصها على اطياف الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وشبكه وايزيدييه بمسلميه ومسيحييه وصابئته اشد واكبر من حرصها على الشيعة ،وكم تجلت هذه التأكيدات بالزام الشيعة ان يتنازلوا عن كثير من حقوقهم ،وان يصفحوا ويعفوا ولا يقابلوا الشر بالشر ، وان يفتحوا بيوتهم للمهجرين ويقاسموهم الرغيف ،وان لا يعتدوا ولا يؤذوا سكان المناطق التي آوت الارهاب وان يقاتلوا من حمل السلاح بوجههم من الدواعش فقط ،وان يحرروا المناطق ويسلموها لاهلها وسكانها الاصليين..ورغم تعهد القيادات السياسية والعسكرية انها لاتستهدف سوى الدواعش واعوانهم لتحرير العراق من دنسهم واعادة المهجرين والنازحين قسرا الى ديارهم وانها لاتنوي تهميش احد او احداث تغيير ديموغرافي …رغم ذلك كله ما تزال الاصوات النشاز التي لم تؤمن لحد الان بالعملية الديمقراطية – وبعضها مشاركة في الحكومة والبرلمان – تحرض وتشكك وتثير النعرات الطائفية والتخويف المصطنع في محاولة لاستمرار حالة الحرب والاضطراب والفوضى على امل اسقاط العملية السياسية والعودة الى فصول الدكتاتورية المقيتة ، كون هذه الاساليب تخدم اسيادها واولياء نعمتها خلف الحدود . وهاهي الشهادة الواضحة تأتي من جهات لا يعنيها امر الشيعة ولا غيرهم فمصالحها فوق كل اعتبار ،اذ خصصت صحيفة التايمز البريطانية افتتاحيتها يوم الاربعاء 4/3/ 2015 للتحدث عن موقف سنة العراق من قتال تنظيم “الدولة الاسلامية”، وحذرت من أن العراق سيتفكك إذا عاد إلى حالة الفوضى الطائفية وعودة الإرهاب.
وجاءت الافتتاحية بعنوان “سنة العراق يجب أن يدركوا ان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية نصر لهم”، وقالت الصحيفة إنه “عندما سيطر تنظيم داعش على مدينتي الموصل وتكريت العراقيتين الهامتين في الصيف الماضي، جاء انتصاره مدعوما بدرجة كبيرة من القبائل السنية في المنطقة”.
اما ما يهدف له الشيعة فهو القضاء على تنظيم تكفيري يريد محو جميع المخالفين له عقائديا” وسياسيا” وهذا هدف قد يحقق نتائج طائفية لكنه في المحصلة النهائية فانه يخدم الجميع وهو ما يشكل اساسا قويا يمكن الاعتماد عليه في بناء تحالف شيعي سني يتقاسم المشتركات بينهم”