23 ديسمبر، 2024 3:15 م

هزلت عملية التربية والتعليم في العراق بعد عام 2003

هزلت عملية التربية والتعليم في العراق بعد عام 2003

كثرة الكلام خلال  الايام الاخيرة مطالبات بعض النواب والمسؤولين لاجراء دور ثالث لامتحان الطلبة الراسبين كما حصل في السنوات الماضية, والتي اصبحت عادة غير مستحبة لدى الطلبة وعوائلهم ويستغلها السياسيون ابشع استغلال ليناشد هذا البرلماني اوذاك لأنصاف ابنائهم الطلبة ,وهم لاينظرون الى مايترتب على ذلك من اساءة لمناهج التربية والتعليم العالي في العراق من ان يصل بنا الامر ان نجري دور ثالث لامتحان الفاشلين والاغبياء من الطلبة الذين لم يستطيعوا ان ينجحوا في الدورين السابقين(طبعا كثير من الطلبة واوليائهم سوف يشتموني لانهم يرون كلامي هذا  ضدهم وضد مستقبل ابنائهم فليشتموا لاننا نريد ان نبي بلد لا ان نهدم مثل الغير الذي يشجع على هذه الممارسات ) ,وهذه القضية تثير الكثير من التفكير الى متى نبقى نعمل دور ثالث وربما يتطور الى دور رابع وخامس وسادس ,ان اللجؤالى مثل هذه القرارات لن تبني دولة ولامؤسسات وسنتحول الى دولة فاشلة بشكل كبير جدا نحن بالفعل الان فاشلين ,وحتى الصومال لايوجد فيها مثل هذه القرارات التي تفتقر الى الدولة والمؤسسات لايجري فيها دور ثالث, فقط العراق الوحيد في العالم الذي يجري امتحانات طلبته طيلة ايام العام ,ان هذا الامر خطير جدا على مسيرة البحث العلمي والعملية التربوية في العراق  وحتى في تقييم جامعاتنا اصبحت في اخر سلم ترتيب الجامعات العالمية ,بعد ان كانت في القرن الماضي يشار لها بالبنان وهذا بفعل الديمقراطية التي حصلنا عليها بعد عام 2003, حيث كثر المزورين والذين لايحملون الشهادات العلمية وبدوأيتولون مناصب حكومية عليا ,لذلك يتطلب ان تكون هناك وقفة من الجميع لايقاف عملية تدهور التعليم في العراق لاان يتسابق اعضاء البرلمان والمسؤولين في الحكومة باطلاق المناشدات والمطالبات لان يكون هناك دور ثالث للطلبة وفعلا تم الاستجابه لها من قبل رئاسة الوزراء ,ولكن الى متى نبقى نطالب بان يكون هناك دور ثالث كيف نجح بعض الطلبة في الدور الاول لانهم درسوا واجتهدوا وهؤلاء ركنوا الى الانترنيت والفيسبوك والتسكع في المقاهي لتدخين الاريكلة واللهث وراء المغريات وترك الدراسة ,واغلبهم اتكالية,و لان لاحد الطلبة الفاشلين ابن عضو برلمان او قريب له او ابن صديق له فيدعوه الى المطالبة بان يكون هناك دور ثالث والامر يستحق التصريح لاننا على ابواب الانتخابات البرلمانية فتدافع البرلمانيين ليس حرصا على مستقبل الطلبة وانما لاغراض انتخابية بحته وتلميع صور بعض النواب والمسؤولين الفاشلين   ,وبعد ان حصلت الموافقة بعد ان لبى  مجلس الوزراء ذلك واقر دور ثالث سوف يبرز  عضو البرلمان عضلاته ويدعو اباء الطلبة الى انتخابه لانه اول من دعا الى ان يكون هناك دور ثالث ,كنا نامل ان يسارعوا الى التنافس على تشريع الغاء الرواتب التقاعدية الذي خرج الشعب العراقي للتظاهر ضده ولم يحرك أي منهم ساكن ولم يدرج القانون حتى على جدول اعمال المجلس لمجرد مناقشته, وذر الرماد في العيون واقناع الشعب ان ممثليه هم معه ,لان هذا القانون لاينفعهم ولايلبي طموحاتهم ,بينما السماح للطلبة بان يكون دور ثالث هذا مطلب جماهيري لانه يدمر العملية التعليمية والتربوية في العراق ويجعلنا بعد عدة سنوات ان يكون لدينا خريجين فاشلين علميا ,ونصبح من الدول الاشد تخلفا ,على الحكومة القادمة ان لاتكرر هذا الامر وتقرر ان الامتحانات دورين فقط الذين يدرس ويجتهد ينجح والذي لايدرس هذا هو استحقاقه وليضرب رأسه بالحائط ,لان ان نعلم الطلبة الانتكالية في كل شيء وربما يطالبون مستقبلا ان تغلى الامتحانات الوزارية لانها صعبة وتحدد من الذي يستحق النجاح من عدمه ليتساوا الجميع واعتقد, اذا طرح هذا الامر هناك الكثير من النواب من يلبي هذا النداء ويدعو الدولة في حينها الى الغاء الامتحانات الوزارية لانها لاتقدم ولاتاخر ولاتغني من جوع حين يتساوى الفاشل والمجتهد في التعين و الفاشل كما راينا في السنوات الاخيرة صاحب الحظ الاوفر في الحصول على الوظائف  والمناصب الحكومية العليا لانه فاشل ,عكس المجتهد وصاحب الخبرة والنزيه يبعد من مكانه. على وزارتي التربية والتعليم ان تلغي فقرة الدور الثالث وتؤكدان للتلاميذ والطلبة ان هناك دورين فقط .لان ان نضحك العالم علينا في التعليم .