23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

هرٌّ وفأر Tom & Jerryهرٌّ وفأر Tom & Jerryقبل الإسلام بدأ الشِّعرَ الملك الضِّليلُ «امرؤ القيس»:
تلك الرّياحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُها * كفى بأذيالهَا للتُّربِ كنّاسَا

تلك السَّحابُ إذا الرّحمنُ أرسلها * روّى بها مِن مُحول الأرضِ أيْبَاسَا

تِلكَ المَنايَا فَمَا يُبقِينَ مِنْ أحدٍ * يَكفِتنَ حمقَى وما يُبقينَ أكيَاسَا.

وقبلَ نيسان البعث بعام رحلَ صاحب كُتب: “ فضاء البيت الشِّعري ”، “ بدر شاكر السّياب: رائد الشعر الحُر” 1966م، “ مقال في الشِّعر العراقي الحديث ” 1968م، “ الأدب التكامُلي ” 1970م، و“ نازك الملائكة: الشِّعر والمنظومة ” 1971م، رئيس تحرير نحرير مَجَلَّة “ الأقلام ” العراقيّة الناقد «عبدالجّبار داود البصري» (1930- 2002م) القائل: “ إنَّ النهج الانطباعي لم يتبلور في نتاج ناقد مِثلما في مُنجَز «مارون عبّود» دون مُنازع ”، ويورد رأياً لعبّود حول ديوان «بُلند الحيدري» “ خفقة الطّين: “ الصَّوت صوت يعقوب وإنْ كان اللَّمس لمس عيسو… الرّحى سوريّة والحِنطة عراقيّة ” (الهاون ماو والدَّلة اصفهانيّة). البصريُّ في عام مولده الأوَّلِ 1931م فرنسا عرضت أسلاف لاعب كُرة القدم كريستيان كاريمبو، في نيو كاليدونيا في حديقة حيوان بشريّة، فرفضَ ترديد النشيد الوطنيّ الفرنسيّ العنيف المارسيّز، فابيان بولوس لم يعجبه النشيد. مُقيمٌ في فرنسا «مارسيل خليفة»، طالبه جمهور حفله في بعلبك بأن يشدو بالنشيد الوطنيّ اللّبناني رفض قائلاً: “ مش رح غني النشيد الوطني، رح غني شي أهم ”، وأصدرَ بياناً يؤكّد رفضه لغناء النشيد جاءَ فيه “ شوارع الوطن تفيض بالزبالة. الكهرباء مقطوعة 24 على 24 البيئة ملوثّة: الأكل والشرب والأمراض. الناس تموت على باب المستشفيات. جبال الوطن تحولت إلى حصى ورمل. نشيدي في افتتاحية بعلبك كان لوطن عاصي ومنصور الرحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبة وصباح ووديع ونصري شمس الدِّين ”.
بفِقهِ قاعدتي “ الأعمال بالنيّات والاستصحاب ”، توعّدَ قائد عمليّات البصرة «قاسم نزال»، أمام الكاميرات ليحذر وسائل الإعلام: “ إن الإعلامي الذي نلزمه بتظاهرة غير مرخصة راح ايكون بالتوقيف موجود إن شاء الله ”، بخلاف نصّ الدّستور العراقي في مادته (38): “ تكفل الدّولة حُرّيّة التعبير عن الرّأي بكُل الوسائل، وحُرّيّة الصَّحافة، بالإضافة إلى حُرّيّة الاجتماع والتظاهر السّلمي ”. (عن ثورات الجَّزائر وشَمال وجَنوب وادي النيل) يُروى أن قطًّاً كان شديد البطش بفئران الحي، لكنه أُصيب ذات يوم بوعكة خرج منها مكسور البدن والذهن. احتارت الفئران هل تزوره للمواساة والتهنئة بتعافيه، أم لا تزوره لسوء ما فعل بها في أيام جبروته. بعد نقاش حاد محفوف بالمخاوف وذكريات بطش الماضي القريب، اتفق الرفاق على إرسال فأر واحد عوضاً عن المجموعة حتى لا تُباد كلها إذا ما غدر بها القط المقعد. كانت الفكرة أنه إذا التهم القط الرَّسولَ، تكون المجموعة قد سجلت طيب نواياها وخسرت واحداً منها فقط، وإذا عاد سالماً تكون قد سجلت نقطة لعلها تضمن لها الأمان في المستقبل. ذهب الفأر وعاد كما ذهب، فالتفَّت من حوله المجموعة تسأل. قال: علامات البطش والتجبر ذهبت، لكن حركاته ومخالبه ذاتها، ولكم الرّأي بعاد وقريّبين * دُمتم سالمين!، على رأي فنان العرب «مُحمَّد عبدُه». وأخطر من اعتقال بورگعة، وهو زعيم تاريخي حول ماضيه الثوري، القتل المعنوي الذي تعرَّض له عبر التلفزيون الحكومي والتلفزيونات الخاصّة. بسرعة شديدة صدرت للتلفزيون أوامر بأن يُتهم بورگعة، بأشياء يُندى لهم الجبين وستبقى وصمة عار في جبين من أصدرها ومن قرأها ومن نشرها ومن أعاد نشرها (قالوا عنه إنه لم يشارك في الثورة، بل كان جندياً عند فرنسا، وأنه انتحل صفة واسم قائد استشهد، وأنه لم يتولَ يوماً قيادة الولاية الرابعة التاريخية ـ وسط البلاد). وبعد 24 ساعة عاد التلفزيون الحكومي ليتبرأ من نفسه ويعلن أنه لم يقل ما قال بل بثَّ ما وصله مِن “ مصدر رسمي ”، ويصحح بأن بورگعة، قائد تاريخي ولم ينتحل صفة أو اسماً.. إلخ.
صحيفة The Washington Post: “ البدويُّ ذاته؛ محمد بن سلمان وصدّام الجَّديد. وثمن مواجهته لاحقاً تكون باهظة ”.
وبهديّ الرَّحمن ترحمٌ؛

تفتحَ كالورد في الكمامِ * بزهوهِ شِعر أبي تمامِ (أزهى مِن الصّحة في الأجسامِ * في ليلةٍ والبدر في تمامِ)، يختم:

مُلفق التعليق مِثل الشِّعرِ

يحيا يموتُ نظمهُ بنثري

كالحيَّةِ تسعى بجلدٍ يهري

فحيحُها يهجو نور البدرِ

قُبحٌ وقيحٌ واحتقانٌ قهري.
https://kitabat.com/2019/07/09/إِن-عذابها-كان-غراما/
http://www.iraaqi.com/news.php?id=25613&news=7#.XSQbHPZuKM8