23 ديسمبر، 2024 12:55 م

هروب السجناء من ابو غريب والتاجي

هروب السجناء من ابو غريب والتاجي

أي محلل وباحث مختص بالشأن السياسي والأمني يقرا عملية هروب السجناء من سجن بغداد المركزي وسجن التاجي على نحو مغاير للروايات والتفاسير التقليدية التي تنظر للعملية على أنها تشكل خطرا على الحكومة العراقية وإنها وجهت ضربة لها.
فلماذا لانترك للعقل محاولة تفسير العملية من وجهة نظر أخرى ذات إبعاد إستراتيجية ومستقبلية فيما يتعلق بالشأن الأمني العراقي والإقليمي والعالمي على حد سواء . من وجهة نظري الخاصة اعتقد أن عملية هروب السجناء تصب في مصلحة الحكومة العراقية ، بغض النظر عن مهاترات السياسيين ولغة الاتهام التي يكيلها كل منهما للأخر لغايات أخرى معروفه للجميع فان الموضوع بمجمله يحتاج النظر إليه من خلال نقطتين ليست منهما أي مفر ترتبط مباشرة بعملية هروب السجناء ..
النقطة الاولى .هو ان يعاود هؤلاء السجناء نشاطاتهم الإرهابية داخل العراق وهذا الرأي في غاية الصعوبة تحقيقه لكون هؤلاء السجناء قد اصبحوا ورقة مكشوفة للأجهزة الأمنية … صورهم بصماتهم عناوينهم وحتى اقربائهم وهذا ما يجعل تحركاتهم بدون غطاء وبالتالي سيكون عملهم صعب داخل العراق . وأيضا لا اعتقد بان هذا الرأي قد سقط سهوا من عقول الأشخاص الذين خططوا للعملية او لم يضعوه في الحسبان …
النقطة الثانية .ان يفكروا بالهروب خارج العراق وهذا هو المغزى من الموضوع . عملية دفع قيادات القاعدة للخروج من العراق…والى أين سيكون وجهتهم ؟.. بالطبع نحو سوريا بسبب تردي الوضع الأمني فيها . اذا هناك من يريد لهم ان يخرجوا من العراق ويذهبوا للقتال في سوريا كما فعلت السعودية عندما أخرجت العناصر المتشددة من السجون على ان يتعهدوا بمغادرة السعودية وباكستان ايضا عندما اخرجتهم ودفعتهم نحو افغانستان في مطلع التسعينات . اذا فالعملية ربما تكون من تدبير اجهزة استخبارات دولية .؟؟؟
و حتى يزجوا بهم بأ تون  حرب مدمرة مع الجيش السوري لكي يعجلوا با سقاط النظام ولكي يكونوا الة بيد القوى الكبرى والاقليمية لتنفيذ عمليات ومهام في مناطق اخرى من العالم سرية تخدم مصالح الغرب واجندات اقليمية لها مصالح خاصة عادتا تكون تحت تصرف الاستخبارات للقوى الكبرى والذي يدفع مبالغ مالية اكثر،…
 وهذه خطط الغرب الحديثة دون ان يدخلوا حرب مباشر ويعطوا الخسائر الجسيمة بالارواح والمعدات ، اخذوا بادخال الطائفية وتفتيت الدول مثل مافعلوا  بالعراق وسوريا ومصر واليمن وتونس لاجل بقاء وتقوية اسرائيل على حساب العرب ، وتكوين دويلات صغيرة امام اسرائيل يمكن السيطرة عليها بسهولة وفي نفس الوقت القضاء على القاعدة والتي تشكل تهديد للمصالح العالمية والسلم الدولي ..
ولاشغال العرب والدول الاسلامية  بحروب طائفية لاتنتهي بينهم البلد الواحد وبين البلدان الاخرى وحتى تبقى هذه البلدان متاخرة ومتخلفة وتحت سيطرتهم للوصاية عليهم وعلى اقتصادهم حتى لايشكلون اي تهديد في المستقبل القريب .
ولابقائهم ورقة ضغط ضد الدول الفقيرة والضعيفة والتي لها مصالح داخلية واقليمية . ومن هنا نرى الدول العربية ترزح تحت الفقر والضعف والجهل والمرض والعوز والتخلف والكوادر المثقفة والشهادات العليا تشجع للذهاب الى الخارج للعمل هناك برواتب مغرية ومساكن واهتمام خاص لايحصل عليه الكثيرين وتجريد البلد من خبراته وكفاءاته وشهاداته العليا. والناس المخلصين الغيورين على بلدهم تحت مغريات المال والسفر للخارج وتوفير كل وسائل الترفيه والراحة والامن . بعد ان سلط عليهم عصابات القتل والسرقة والتهجير لاارغامهم على الهجرة وقتل الكثير منهم . تحت مسمى الطائفية والارهاب .
والنقطة الاهم هي تعاطف دول العالم والغرب على دعم واسناد الحكومة العراقية بالسلاح الحديث الذي يفتقر اليه وبالاجهزة الحديثة للتنصت والمراقبة والتجسس ولا ادخال دورات من العراقيين لاادارة هذه الاجهزة والتعامل معها . ولادارة الملف الامني ضمن الاسترتيجية الحديثة والمتطورة للعالم الحديث ,