كان شيوعياً ملحداً ثم اعتنق المسيحة حسب ادعاءه وبعد قراره بدخول سوريا محاربا الى جنب بشار الأسد والمليشيات الإيرانية كبّر كهنة المؤسسة الدينية في حوزاتهم وحسينياتهم ومجالسهم الخاصة والعامة وفي مواقع التواصل الاجتماعي وبلسان شيوخهم ومعتمدي مرجعياتهم كبروا بخروج المنقذ والمخلص الذي لم يخطر على بال بشر وصرحوا ورغبوا بعراقية وتشيع بوتين وانه بدرجة علمية (آية الله ) والحاج الذي يحج كل موسم متخفياً إلا عن المتقين يراهم ويرونه !! وان اسم ابيه عبدالأمير أبو التين رجل صالح يعمل بقالاً يبيع التين في أحد نواحي مدينة الناصرية !! هكذا يبشرون ويستبشرون ويهللون فرحا بعقيدة وبطولة بوتين وتدخله العسكري في سوريا الذي سيجلب لهم النصر المؤزر لكي تبقى ايران في مأمن وسلام وسطوة دائمة , ولا أنسى حديث ذلك الرجل المعمم من شيعة السيستاني ومعتمديه في جمع من الناس عن آية الله بوتين وكيف يؤملهم خيرا وكيف انه اهتدى الى التشيع ببركة ودعاء مرجعية السيستاني وكيف ستؤول الأمور في سوريا لصالحهم بوجود البطل بوتين الذي هداه الله تعالى لنصرة التشيع والمراقد المقدسة !! حينها قلت له وبتقية يا شيخنا لكن روسيا مواقفها غير ثابتة وسرعان ما تتبدل وتخذل حلفاءها ولنا في ذلك شواهد عديدة ؟ فقال بغضب هذه المرة تختلف فروسيا الآن بوتين وبوتين بطل هداه الله لنصرة الحق !!
لم يدم الوقت طويلاً , وعلى غرار وأثر السيستاني الهارب من التدخل السياسي هرب آية الله بوتين من التدخل في سوريا في قرار فاجأ العدو والصديق وهذا يعني هروبه من التشيع الى المسيحية ومن ثم الى الشيوعية الملحدة, لأنه اكتشف انه أخطأ الطريق ولم يتصرف بحكمة وعقل وتخطيط ولأنه أراد أن يقفز النهر مادام ضيقا , فقد أدرك أخيرا ان الحرب طويلة ومستنزفة للبشر والمال وان بشار مستقبله الى زوال
وايران مهما حاولت ابعاد ساحة الحرب خارج أراضيها فانها ستضعف أخيراً, وانه ادرك أن الخطر الأكبر الذي يهدده يأتي من شرق أوكرانيا ومن داخل موسكو بفعل الخلايا الداعشية النائمة, وادرك ان اقتصاده بلاده لا يقوى على المقاومة من الانهيار من تطورات الحرب الطويلة في سوريا وما يتبعها من احتمال تحولها الى داخل العراق وادرك ان المتحالفين معه كسوريا والعراق وايران بمجموعهم مع روسيا لا يحققون التوازن العسكري والاقتصادي المطول مع التحالف المعارض لهم بقيادة أمريكا والتحالف الجديد بقيادة السعودية !! وكذا تيقن ان المتحالفين معه أصبحوا متخالفين !!
النتيجة وان تعددت الأسباب .. هرب بوتين وتخلى عن حلفاءه وترك بشار الأسد في العراء يعالج أنفاسه الأخيرة . وخذل المصفقين والمطبلين له من شيعة الكهنوت واتباع ايران وتركهم في حيرة وموقف لا يحسدون عليه فاغري افواههم ترهق وجوههم ذلة وقترة الكاشف عن جهلهم وتخبطهم وتقلبهم وافتقارهم لأي حقيقة معرفية عن معتقدهم ودينهم وكيف يتلاعبون بهم يميناً وشمالاً من أجل تحقيق مصالحهم وترقيع افعالهم القبيحة طوال مسيرتهم !! وكيف أن مرجعياتهم ورموزهم فارغون جاهلون لا يفقهون ما يجري حولهم فيصدقون حتى بالشيطان عندما يزين لهم أعمالهم ونواياهم ويوعدهم فيتبعونه جهلا وغرورا !! وكيف أن المراهنة على ايران وخرافتها وبهلوانيتها واساطيرها رهان خاسر ومن يراهن على ايران فهو أغبى الأغبياء , وهذا ما ذكره المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بقوله (من يراهن على إيران فهو أغبى الاغبياء، لأن إيران حصان خاسر… وأي خلل أو مواجهة مع إيران ستنهار إيران وتهزم أسرع من انهيار الموصل»)
وهنا نتساءل هل من بوادر فرصة جديدة للتحالف العسكري الإسلامي يجب عليهم استغلالها وأن لاتكون غصّة بعد قرار الانسحاب الروسي وتغير موازين القوى بعد أن ضاعوا الفرص الكثيرة سابقاً وكما نبه لذلك السيد الصرخي الحسني في بيانه الأخير (أضاعوا لعراق… تغيّرتْ
موازين القوى… داهَمَهم الخطر !! ) الوقائع والأحداث تتغيّر بتغير موازين القوى!!! إنّ الوقائع والأحداث والفرص تتغيّر بتغير الظروف وموازين #القوى المرتبطة والمؤثرة فيها، وفوات الفرصة غصّة!!