16 أبريل، 2024 7:58 ص
Search
Close this search box.

هرطقات مقتدى الصدر و مهزلة محاولة إغتياله

Facebook
Twitter
LinkedIn

شهد التاريخ عبر مسيرته أحداثاً جساماً بسبب الخصومات السياسية بين الطامعين في الحكم في جميع مراحله الزمنية و لايزال على هذا المنوال و التي تخللتها عمليات إغتيالات طالت بعض الشخصيات التي زجّت بنفسها في خضم تلك الصراعات ، و بصرف النظر عن اهداف و دواعي تلك الاختلافات و النزاعات فان اعمال الاغتيالات لم تسلم منها أغلب الاطراف المتخاصمة .

ليس هذا هو المهم لان الانسان دائما يتأبط بين ذراعيه نوازع الشر و العداء لبني جنسه من البشر ، انما المهم ان تقوم تلك الاطراف باستهداف خصومها بشكل غير مُعلن بل تحاول قبل الاقدام على تلك الاغتيالات إزالة جميع الادلة و الشواهد التي توصل بخيوطها الى معرفة القاتل و نواياه في التخطيط لتلك الاغتيالات حتى ان البعض ذهب في التفنن و الدهاء الى إشراك مجاميع متعددة على هيأة خطوط يتقدمها الخط الاول ثم الثاني ثم الثالث و تكون مهمة الخط الاول هي تصفية و اغتيال الخصم و مهمة الخط الثاني هي تصفية من قام بتنفيذ أمر الاغتيال و بعدها يأتي دور الخط الثالث ليقوم بتصفية عناصرالخط الثاني لتأكيد محو و ازالة كل آثار جريمة الاغتيال و قد ذاع هذا الامر في فترة حكم صدام حسين و قد تفوق عليه اليوم حزب الدعوة اللعين و أتباعه من مجاميع الاحزاب الاسلاموية الدموية في مؤامراتهم و افعالهم الاجرامية .
من هذه المقدمة أردت ان اقول شيئا مهماً و هو : ان عملية اغتيال محمد باقر الحكيم او رفيق الحريري او احمد الجلبي او جون كندي او المهاتما غاندي او محمد انور السادات او انديرا غاندي او الامام علي ، لم يتطلب الامر فيه ابلاغهم ليكونوا على علمٍ قبل عملية اغتيالهم و تصفيتهم لانها كانت وفق خطة سرية لم يُعلن عنها و لم يكتشفها احد بل قد يصل الامر في احيان كثيرة على عدم معرفة المخططين لها حتى بعد مرور سنوات عديدة .
و اليوم ياتي الغبي مقتدى بعد افتضاح أمره و فشل جميع مخططاته و الذي تصور ان الاخرين هم بنفس غباء اتباعه الجاهلين فيصدقوا مسرحية اغتياله و التي تصور فيها ايضا انها تكسبه تعاطفا و ترفع من شخصيته امام العقلاء الذين يعرفون ان الحيوانات من الدبش هي أفهم من مقتدى و اتباعه و ان ابناء الشوارع و البلطجية هم أقل اجراماً من مقتدى و افراد عصاباته.
و لو افترضنا صحة إدعاء مقتدى بمحاولة اغتياله فان المنطق يحتم عليه الاتصال بمجموعة التحالف الوطني الشيعي و اعلامهم بالمحاولة او المحاولات اما وقوفه في قلب العاصمة بغداد و في ساحة التحرير و امام الالاف من اتباعه ليعلن عن وجود مؤامرة ضده و ان حياته مهددة فانها لا تنتج غير مزيدا من الدماء و إثارة الفتن و إذكاء الاقتتال بين ابناء البلد علما ان الظروف الحالية هي مؤاتية جدا و تنتظر اشعال الفتيل فقط لتتأجج النار فتحرق الجميع خصوصا و ان المليشيات المسلحة و الولاءات المتعددة تدفعهم الى التناحر و سفك الدماء و الاجهاز على الباقية الباقية من هذا البلد الجريح ليُحيلوه الى رماد .
نقول لمقتدى ان الايادي المسؤولة عن اعمال الاغتيالات و القتل و القابعة في بؤر الظلام في ايران هي نفسها التي تستفيد من تصرفات مقتدى الطائشة في تدمير العراق و حرق شبابه لهذا فانها لم تفكر في الانقضاض على مقتدى بالرغم من سجله الاجرامي مادام هو صنيعة مطيعة لها و ذراعا ضاربا في الخراب في هذه المرحلة الزمنية على أقل تقدير ، و انها ستلجأ للتخلص من مقتدى حينما يحين الوقت المناسب بعد الانتهاء من صلاحيته و ستقوم بتصفيته دون ان تأخذ رأيه او تبعث له خبراً و حينها لا يستطيع ان يقوم باعلانه و اذاعته بنفسه في ساحة التحرير امام أتباعه الجهلة كما فعل في الجمعة الماضية .
ان هرطقات مقتدى الصدر و مهزلة محاولة إغتياله تكشف غبائه و جهل أتباعه و ان البالونات التي أطلقها في سماء بغداد الجمعة الماضية … بأن جيفارا الشيعة مهدد بالإغتيال من جهات داخلية وأخرى خارجية !؟ , لكسب واستجداء ود عطف ودعم الشارع العراقي وشحن بطاريات أتباعه من الرعاع الذين تجمعوا في اليوم الثاني أمام بيت (وكيل الإمام الحجة) في الحنانة , ووصفوه بأوصاف لم يسبقها به أي قائد أو زعيم عراقي سبقه بما فيهم صدام حسين ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب