18 ديسمبر، 2024 6:20 م

هرجة سرقة القرن للتغطية على مصيبة سرقة العراق

هرجة سرقة القرن للتغطية على مصيبة سرقة العراق

قال وزير المالية، السابق، علي عبد الأمير علاويفي ندوة إقتصادية بتاريخ 3/10/2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء “أن هنالك 250 مليار دولار سرقت من العراق منذ العام 2003 وحتى الان، و هذا المبلغ يبني عدة دول” و “أن  إنفاق هذه الأموال لم يكن هدفه إقتصادياً و إنما إستفادة مالية لبعض الجهات مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة“.

أعلن وزير المالية بالوكالة إحسان عبد الجبار، اللاحق لوزير المالية السابق، في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ 15/10/2022 عن سرقة 2،5 مليار دولار من أموال الضريبة في مصرف الرافدين الحكومي من قبل مجموعة محددة.

السرقة التي أعلن عنها الوزير السابق مرَّت مرور الكرام بينما السرقة التي أعلن عنها الوزير اللاحق قامت عليها الدنيا و لم تقعد و سميَّت سرقة القرن بينما السرقة الأولى كان يجب تسميتها سرقة العراق.

سرقة العراق كانت بمعدل 14،7 مليار دولار في السنة الواحدة.

سرقة القرن تساوي 1% من سرقة العراق.

سرقة القرن تساوي 17% من سرقة العراق لسنة واحدة فقط.

سرقة العراق هي سرقة مؤكدة لأموال الشعبالعراقي بينما سرقة القرن هي سرقة من أماناتالشركات المتعاقدة مع الدولة، و المودعة كتأمينات تسترد بعد استكمال المشاريع، و التي لم تدخل بعد لخزينة الدولة لصالح الشعب العراقي.

و رغم كل تلك الحقائق مرَّت سرقة العراق مرور الكرام بينما سرقة القرن قامت عليها الدنيا و لم تقعد و تم التحقيق فيها و جرى الكشف عن بعض المتورطين فيها و تم القبض على أحدهم، و حتى تم إتهام رئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بالضلوع في سرقة القرن.

هرجة سرقة القرن هي للتغطية على مصيبة سرقة العراق، إنها أحد أوجه الحرب الأمريكية الإيرانية على الأرض العراقية.

بعد إستقالة رئيس مجلس الوزراء السابق عادل عبد المهدي لم تستطع الأحزاب المهيمنة على البرلمان، الموالية لإيران، من ترشيح بديل له، فقام رئيس الجمهورية برهم صالح بترشيح مصطفى الكاظمي للمنصب، و لكن الأحزاب المهيمنة إعترضت في البداية على ذلك بحجة ضلوع الكاظمي بإغتيال القياديين في حرب مقاتلة داعش المهندس و سليماني و إنه مرشح أمريكا لتمرير مخططاتها في العراق، و لكن بعد ذلك وافقت على ترشيح الكاظمي. و كان هناك صراعاً خفياً بين الكاظمي و الأحزاب المهيمنة، فبتاريخ 7/10/2022 قال المسؤول الأمني لكتائب حزب اللّـــه ابو علي العسكري في تغريدة له على تويتر “إن الكتائب ستعمل على إلقاء كاظمي الغدر خلف قضبان العدالة بعد تسليم مهام الحكومة الى رئيس وزراء جديد”. و في الحقيقة كان تصريح علي عبد الأمير علاوي بسرقة 250 مليار دولار و تصريح إحسان عبد الجبار بسرقة 2،5 مليار أحد أوجه هذا الصراع الأمريكي الإيراني على الأرض العراقية.