السَّدَى هي خيوط نسيج الثوبِ الَّتي تمَتدُّ طولاً، وهو خلاف اللُّحْمَة التي تمتد عرضاً ، رباط السالفة ان احزاب السلطة من شيعتها وسٌنتها هما السَّدى واللحمة لثوب العملية ( السياسية) .
لكل نسيج عُقد وهذا طبيعي ، العقدة هي ربط خيط بأخر لكي يتواصل العمل بحياكة النسيج ولكل حياكة تحتاج لمنوال وكل منول يحتاج من يتحكم به ، في العراق كثيرة هي العقد لعدم انسجامهما نتيجة لتعدد الجهات التي تتحكم بالمنوال .
المكونان الاساسيان للعرب هما ( الشيعة والسنة ) ولكن العرب انشطرا وانشطارهما هذا سبب ضعفهما وبالتالي اصبح لكل مكون مرجعية ولا اقصد هنا بالمرجعية الدينية اذ انها موجودة منذ مئات السنين ولكن أقصد ان للسنة اجندات تختلف عن اجندات الشيعة لعدم وجود مشترك سياسي بينهما ، احيانا تتمدد اللحمة على حساب السدى وبالعكس ولذلك يظهر ثوب العملية السياسية مهلهل ومشوه وفيه عيوب كثيرة بسبب عدم الانسجام لاختلاف المصالح والمشتركات السياسية ، بينما الكورد لهم اجندة واحدة وهي قوميتهم ولذلك يظهر التناغم الطبيعي في القومية الكوردية لوجود مشترك سياسي بينهما .
بما ان الاخوة الكورد كانت لهم استقلاليتهم منذ عام ٩١ فكانت الاضافة الاصعب لهذا الثوب مما اعطى للعملية السياسية بعد ثالث واصبحت الصورة ذات ابعاد ثلاثية ، مكونان مذهبيان وبُعد ثالث قومي ! لذلك تجد القوى الكوردية هي اللاعب الاساسي او هي صاحبة اللمسة الفنية الاخيرة بالمشهد السياسي العام ، الشروال العريض الذي يلبس ( مع الثوب المذهبي المعمم للسنة والثوب المذهبي المعمم للشيعة ) غير منسجم تماما ، لماذا لم يتم المحافظة على الزي العربي مع الزي الكوردي ! هنا يكمن قباحة الشكل والمضمون وخباثة من صمم ونفذ هذه الازياء الغير متجانسة .
جرى تقسيم العرب ولكن لم يُقسم الكورد بالرغم من وجود مذاهب متنوعة فيها وهي الفيلية والكاكائية وديانات اخرى مثل الصابئة المندائية، والإيزيدية، والبهائية، والزرادشتية، واليهودية والمسيحية اذ حافظت القومية الكوردية على مصدر قوتها بوحدتها وكذلك دعمها للكورد المتواجدين في ايران وتركيا وسوريا زاد من هيبتها وتضاعف قوتها .
لماذا لم يتم الحفاظ على الهوية القومية العربية بينما تم الحفاظ على الهوية القومية الكوردية ، لماذا تم التخلي عن هوية المواطنة العراقية ولماذا تم تقسيم المجتمع لشيع و مذاهب متعددة ، وماذا عن (هربچي كورد وعرب رمز النضال ) .
