23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

أعترف الآن بأني (فطير)جداً، وأصدق كل ما يقال في وسائل الإعلام والمصادر والمراجع وأقتنع به وأنفذه. فمن غير المعقول أن يكون هناك مليار بوذي على خطأ كما يقول البوذيون، كما أن من غير المعقول أن يكون هناك مليار مانويّ في الصين على خطأ، ومليارا مسيحيّ ومليار سنيّ و300 مليون شيعيّ على خطأ كما يدعي كل منهم، ومن غير المعقول أيضا أن يكون هناك مليار لادينيّ على خطأ، وكذلك تدعي الأديان والمذاهب قليلة العدد، فكل منهم له أدلته الدامغة على صحة اعتقاده، وكل منهم يتحدى الآخر بحججه وبراهينه التي لا تصمد أمامها حجج، ولأني فطير جداً ولا أستطيع مقاومة هذه الأدلة الدامغة؛ سأؤمن بالله  كيهودي أو مسيحي أو مسلم. وسأؤمن في نفس الوقت بالشيطان كأيزيدي وسأحلق نصف شعر رأسي كأمريكي يعبد الشيطان، رغم أني لا أستطيع فعل ذلك بسبب حالة التصحر الذي يجتاح هامتي كأرض العراق، ولأني فطير جداً وأصدق كل ما يقال؛ سأصلي كالكنغر لأوافق بين السبل والتكتيف، وأدعو قبل كل صلاة وبعد كل صلاة: (أيها الأب والابن والروح القدس صل على محمد وآله وصحبه وحقق لنا آمالنا بفناء المسلمين والمسيحيين لنحصل على أرض الميعاد ونكتشف الهيكل). وسأطلب من الروهة أن تشق لي طريقا في الظلام لأغتسل في نيسان كمندائيّ. وسأؤمن بأن الأرض العربية يجب أن يحكمها اليهود من الفرات إلى النيل لأنهم أهلها الحقيقيون ويجب أن أحررها منهم وأرميهم في البحر وأساعد أمريكا على بقاء إسرائيل كما أساعد العرب على الوقوف ضد أمريكا والغرب، ولأن بني إسرائيل كانوا قد خرجوا من مصر إلى فلسطين قبل 4000 عاما فسأخيّرهم بين مصر و فلسطين، وسأصدق المحرقة وألعن هتلر وأترحم عليه. وسأؤمن بالقضاء والقدر على الطريقة الماركسية وأسميه الضرورة والحرية، وأصدق أن ما حدث في مايس 41 كان ثورة عراقية يقودها عراقيون بشوارب ألمانية هتلرية، وأن من قمعهم: عراقيون يرتدون قبعات إنجليزية، وسأتغابى وأصدق أن ثوار مايس احتلوا معسكر ألحبانية بأنفسهم ولا أعير اهتماما لمن يقول: بأن الطائرات الألمانية كانت تقصف الإنجليز في المعسكر بينما الثوار المتمردون الأبطال الحقراء كانوا يطوقونه. وسوف أصدق ما كُتب عن الثورة في كتب التاريخ المدرسية التي لم تذكر بأن حركة رشيد عالي الكيلاني كانت أثناء الحرب العالمية الثانية وأن الحركة كانت تنافساً بين ألمانيا وبريطانيا على حكم العراق. وسوف أقوي إيماني الذي أقتنع به جداً كفطير جداً فأعبد البقرة كبوذي ثم أذبحها كمسلم، وأحترمها كأسترالي، وسأنفر من طعم لحم الخنزير وأنا أتلذذ بلحمه المشوي على الطريقة الإنكليزية، ولأني فطير جداً وأصدق ما يقال؛ فسوف أقاتل مع الجيش النظامي في سورية والجيش الحر معاً، وسأدعو إلى سقوط بشار الأسد وهلاك المعارضة، وسأؤمن بأن يهود إسرائيل و سنة لبنان من دين واحد كما كان شيعة لبنان ومسيحيوها من دين واحد، وسوف أحرم الزواج من أربعة ولا أتزوج إلا واحدة في كل مرة أتزوج فيها، وسوف أتذكر همومي وأنا في حالة نسيان، فأنا يوميا أنسى الهموم وأنا في حالة تذكر دائمة، وسوف أصدق بان أمية بن أبي الصلت سبق النبي محمد بفكرة الإسلام كما سأصدق بأنه مات ولم يسلم. وسأشهد بان مسيلمة كان كاذبا لكنه يصدق في كل الأوقات، كما سأصدق لو أن مسيلمة انتصر على خالد بن الوليد لكنا ندعو له في كل صلاة ونقول: إن  اسمه مشتق من اسم الإسلام. وسأنتمي إلى المذهب الذي ينتمي إليه آل بيت مسيلمة، كما سأقاتلهم من أجل السلطة، متبعا سنة مسيلمة، لكني في نفس الوقت لا أنكر ما جاء به الأسود العنسي، لكني سأكذبه كما كذبت مسيلمة رغم صدقه المستمر. ولأني فطير جداً وأصدق كل شيء سأؤمن بان مصر محتلة من قبل المسلمين منذ 1400 عاما لادعاء عمرو بن العاص أنه لم يقرأ كتاب الخليفة الذي أمره ألا يدخلها إن لم يكن قد دخلها، وسأؤمن أيضا بأنها حُررت من الروم على يد المسلمين بدعوة من المصريين أنفسهم. وسأصدق أيضا أن دخول بريطانيا للعراق عام 1916 كان بدعوة من العراقيين مثلما حدث في 2003 لكن في نفس الوقت سأصدق من يقول بأن الإنجليز محتلون. كما سأؤمن بأن ثورة العشرين كانت عبارة عن أعمال إرهابية  ويجب أن نحكم على شعلان أبي الجون والشيخ ضاري غيابيا وفق المادة 4 إرهاب. وفي نفس الوقت سأؤمن بأنها ثورة العراق الوحيدة وأفتخر بها و أصدق من يقول بان الثوار كانوا عصابات وقطاع طرق يخربون السكك الحديدية من أجل سرقة محتويات القطارات الإنجليزية، و أصدق ما جاء في فلم(المسألة الكبرى) و أشد على يد المؤلف حين جعل الشيخ ضاري يذهب إلى الجنوب،  كما سأؤمن بأن الدولة العثمانية كانت دولة إسلامية وكل من قاومها كافر، وسأمجد المقاومين وسأفتخر بمحمد علي باشا لأنه انشق عن حكمهم وهو تركي، وألعنه لأنه خان قوميته ودينه. وسأقدم المعنى على اللفظ وأقول بخلق القرآن كمعتزليّ، لكن سأبقى في حلقة أبي موسى الأشعري ولا أعتزلها نهائيا كواصل بن عطاء، وسأقدم اللفظ على المعنى وأؤمن بقدم القرآن كأشعريّ، وأؤمن بأن القرآن مخلوق قديم كاثني عشريّ، وسوف أقبل بالتحكيم كعلوي أو كأموي، وأقول: (لا حكم إلا لله ) كخارجي – في الوقت نفسه- كحصان إمرئ ألقيس الذي يدور حول نفسه ويذهب ويقبل في وقت واحد، ومع كل هذا لا يخف وزنه فهو كجلمود من الصخر الساقط من أعالي الجبال، وكأنه يصف طبقا طائرا. كما سأصدق بان دخول فرنسا للجزائر كان بسبب حادثة المروحة، ولم تكن لفرنسا أطماع في الجزائر لكنني سأكتب شعراً في جميلة بوحيرد  وأهتف لتأميم النفط الجزائري وأبكي على الشهداء المليون كما أحزن على خسارة الشركات النفطية التي اغتصب الجزائريون حقوقها، وفي نفس الوقت أتمنى لو بقي  الفرنسيون في الجزائر إذ حالها ستكون أفضل. وسأبكي بحزن على سقوط غرناطة التي كان يحتلها الأمويون المنشقون عن العباسيين، وأشهد على بطولة عبد الرحمن الداخل الذي طارده العباسيون فاحتل هو الأندلس، وسأفتخر بطرد العرب من اسبانيا والبرتغال وأحتفل بيوم تحريرها. وأشجع ريال مدريد وبرشلونة معا وأرجو أن يتعادلا في كل مباراة. وسأصدق أن الكويت عراقية وفق وثائق الدولة العثمانية البغيضة أعادها الله لنا لتخلصنا من حكم الصفويين الذين أنقذونا من الدكتاتور المجرم صدام حسين رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وسأصر على تعويض الكويت خسائرهم في أشهر الغزو الستة عندما حررناها على يد العظيم المجرم صدام حسين من ظلم آل جابر الكفرة الأبرار، كما سأبكي على ضحايا الحرب من الكويتيين، وأصر على أنهم يستحقون ذلك. كما سأدعو إلى مطالبة الكويت بتعويضات عن كل الخسائر التي تكبدها العراق في 2003 لأن الأمريكان المحررين الأبطال احتلونا وأنقذونا ودمروا بلدنا من أراضي الكويت. فمثلما يعاملنا الأشقاء الأعزاء الكويتيون الأبرار الكفرة ويطالبونا بما فعله الشهيد الرئيس القائد الدكتاتور المجرم صدام حسين، علينا أن نطالبهم بالتعويضات. كذلك سأؤمن وبشدة بأن الجنوح إلى السلم أفضل من الحرب انطلاقا من ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)(الأنفال61 ) كما سأؤمن بأن الجنوح للسلم خطأ كبير انطلاقا من: (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون)(محمد 35).