8 أبريل، 2024 5:17 م
Search
Close this search box.

هذه هي ابرز انجازات حكومة المالكي

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعل من ابرز السمات التي  يمتاز بها عصرنا الحالي هو عنصر المفاجئات ، فبينما يمسي الناس على زمن ووضع معين يصبحون وقد تغير هذا الحال بشكل ملفت وغريب ، ففي العراق حيث بلد العجائب والغرائب تكثر مثل هذه الحالات وخاصةً في السياسة التي باتت تجارة مربحة للكثيرين ، فمن منا سمع او عرف سابقاً بأسماء مثل الجعفري والمالكي وعلاوي والمطلك والهاشمي وغيرها من عناوين جاءات بحجة الاطاحة بالدكتاتور السابق صدام والذي هو ايضا كان نكرة من نكرات العوجة وبين ليلة وضحاها بات القائد الضرورة بعد ان نفخت فيه امريكا كما نفخت فيمن جاؤوا من بعده الى كرسي الحكم ، ولعل من ابرز هذه الاسماء او المفاجئات هو نوري او جواد المالكي والذي كان موظفاً كحياناً في تربية بابل ثم انتقل الى تربية قضاء الكفل ومن هناك نصب على احد زملائه في العمل واخذ منه مبلغ الف دينار في ذلك الزمان وهرب بها الى سوريا ثم عاد مع زملائه الاخرين مع الامريكان ليزفوا للعراقيين بشرى الانتصار ونشر الديمقراطية ، وهاهي البشائر منذ ذلك الوقت تهل علينا مثل المطر من كل حدب وصوب ، فبعد ان كان ابو هدلة قد اوجع رؤوس العراقيين ببطولاته المزيفة وانجازاته التي لم يسبق لها مثيل ، حتى بات العراقي من افقر مواطني العالم حتى جاء الدور الان الى من هو العن منه في الممارسات والمكرمات .
فخلال السنوات التي مضت لم يجني العراقيون منها سوى المزيد من المعاناة والظلم  والحيف وقد يختلف البعض في هذه الظاهرة الواقعية ليقول ان المالكي قد حارب الميليشات  ووفر فرص العمل وو ،
فنقول ان الميليشات اصلا قد وجدت وترعرعت في ظل حكومته وحكومة زملائه فالجعفري هو ايضا من حزب المالكي وهو من نفس التوجه وتحت ظل حكومته نشبت الحرب الطائفية العمياء التي احرقت الاخضر واليابس وهو من دعم الميليشات وحتى عصابات القاعدة التي كان تمويلها من ايران والسعودية وسوريا وكما هو معلوم ان احزاب السلطة الان هم ممن ترعرع في سوريا وايران وتلك الدولتان حليفتان ستراتيجيتان واغلب رجالات الدولة الان تكن لتلك الدول بالولاء والطاعة !
فلم يحصد العراقيون من هذه الحكومة ومن سبقها سوى المزيد من ارقام خيالية في كل شيء عدى راحة المواطن ، ففي ظل حكومة المالكي تزايد حجم الفساد الاداري والمالي ليبلغ ذروته حتى كشفت بعض المنظمات الدولية ان حجم الاموال المسروقة من عائدات العراق على يد الاحزاب المتنفذة قد بلغت 700 مليار دولار ، وهذا يعادل ميزانية خمس او ست دول في المنطقة ، طبعا هذه السرقات قد توزعت بين حزب الدعوة والاكراد والمجلس الاعلى  اضافة الى العصابات الاخرى ،
ناهيك عن الاموال المهدورة  على اساس انها مشاريع خدمية ، ففي مجال الكهرباء صرح احد نواب البرلمان ان اجمالي ما تم صرفه على مجال طاقة الكهربائية  خلال السنوات الماضية سواء للمحطات او المولدات قد بلغ 120 مليار دولار ، في الوقت الذي يعاني العراقيين من ازمة مستمرة ومفتعلة في الكهرباء خاصة في اشهر الصيف اللاهب .ناهيك عن المحطات المركونة في المخازن منذ سنوات ولا يسأل عنها احد !!!
وفي المجال الصحي ، فإن الوضع اسوأ بكثير من السابق ففي اي مستشفى حكومي تدخل ستجد المستشفى مهمل وغير صحي ولا توجد اي عناية تذكر بالمريض ناهيك عن نقص الادوية المستمر ثم يأتي دور الطبيب الذي يبتز المواطن ويتحايل عليه لكي يحيله الى عيادته الخاصة ، اما العمليات فأغلبها فاشلة ان لم تحدث للمريض مضاعفات اخرى اخطر من المرض نفسه فيضطر المواطن المتمكن الى السفر لدولة اخرى  بينما المواطن الفقير فينتظر الموت البطيء لمريضه !
اما المجالات الاخرى فلا تقل بؤساً وانحطاطاً لا يمكن تفسيرها سوى بالفساد الذي انهك الاقتصاد وطغى على العباد في ظل حكومة المالكي ، فاغلب دوائر الدولة يسودها الروتين والفساد والرشوة ناهيك عن البنايات المتهالكة التي  لا تصلح حتى كمخازن ليعيش المراجع فيها اسوأ كابوس ما بين الابتزاز والروتين والحر ونقص او انعدام الخدمات .
اما الانجازات الاخرى للمالكي  وحكومته فهي فرص العمل والتي لا تخلو من خيارين احلاهما مر اما ان تكون شرطي او ان تكون جندي وكلاهما لا يمكن الحصول عليهما الا بدفع مبالغ خيالية من الدولارات لا حد الوسطاء والذي بدوره يدفع اغلب المبلغ لاحد الضباط ليقوم هو بدوره بدفع قسم من المبلغ الى احد كبار المسؤلين في تلك المؤسستين وبالتالي في جيوب مسؤلي الحكومة انفسهم الذين لم يكتفوا بما يسرقوه من ثروات البلد حتى  باتوا يلهثون وراء اموال الشاب المسكين الذي يبحث عن فرصة عمل  اينما كان .
اما مجالات الفساد الاخرى فهي اكثر تعقيداً واكبر من حيث المبالغ ، فالسراق والفاسدين باتوا محترفين في مجال عملهم حتى انهم لم يتركوا اي ثغرة قانونية او جنائية تدينهم من خلال الخبرة التي اكتسبوها من سونات النهب المنظم  ،
طبعا كل ذلك يحدث ولا احد يحاسب او يدين او يسأل حتى ، اين تذهب عائدات العراق وثرواته ولماذا لا تتحسن الخدمات ولماذا الوضع من سيء الى اسوأ ؟
ومن حق المواطن ان لا يسأل ولا يكترث لانه  دايخ ( مسطور ) من مشكلة الى اخرى ومن ازمة الى ازمة حتى بات لا يعي ما يحصل حوله وهذا الامر مدروس ومخطط له مسبقا  كما كان يفعل المجرم صدام حين كان يشغل الناس بالازمات ، وها هم تلاميذه اليوم ينهلون من تلك الدروس ليذيقوا العراقيين مرارة العيش وذل العوز حتى ينشغلوا بأنفسهم ولا يفكروا في تغيير واقعهم حينما يلتفتوا الى ان حكومتهم هي السبب الرئيسي لكل المعاناة التي يعيشونها طوال كل تلك الاعوام .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب