17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

هذه هي أفادتي ؟

منذ ان تم الافراج عني وانا انأى بنفسي من الخوض في تفاصيل دقيقة رافقت فترة اعتقالي لمدة ستة عشر شهراً واربعة ايام او اتناول الظروف المحيطة التي احاطتني اثناء تنقلي من زنزانة الى اخرى ومن معتقل الى آخر ومن سجن الى حاوية ( نعم حاوية)! مقسمة الى اربعة اجزاء كل جزء عبارة عن زنزانة انفرادية منصوبة تلك الحاويات في سجن الرصافة الرقم 13 وبعلم معالي السيد وزير العدل وغيره من المسؤولين الآخرين وهو ما اطلع عليه الاخ الاستاذ فتاح الشيخ الذي شكل وفداً اعلامياً لاجل الاطلاع على وضعي الصحي ضم الوف الزملاء ( عماد الخفاجي وجبار المشهداني وزياد العجيلي وعماد العبادي والزميلة نبراس المعموري) الا ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل نتيجة الوضع الذي كنت فيه والحالة التي يرثى لها في تصرف اقدمت عليه دائرة حكومية ترتبط برئيس الوزراء لاذلالي وعدم ارسالي الى المحكمة لسماعي من قبل القضاة او حتى محاكمتي وعندي من الوثائف مايثبت صحة اقواي وهي كتب مخاطبات دوائر وجهات حكومية تطالب فيها عرقلة تقديم اوراقي الى القضاء وكانت فترة التحقيق التي بدات معي في صبيحة يوم الرابع عشر من نيسان في العام 2010 في مقر الاستخبارات ضمن اللواء الرابع والخمسون المتخذ من مطار المثنى مقراً له كان المحققين هم ضباطاً من جهاز المخابرات الحالي (لنا وقفة معهم في مقال آخر) وعلى الرغم من ان الدستور الذي يرغب بتطبيقه اليوم دولة رئيس الوزراء يمنع هذا الجهاز من الاعتقال او التحقيق حاول بعضهم (ضباط الجهاز) التجاوز على شخصي وكانوا (ادبسزية تماماً)! لم تعلمهم الحياة الاخلاق ولا مسؤوليهم علاوة على أن بعضهم أميون وجهلة وفي الوقت نفسه منعهم البعض الآخر من الضباط المهنيين والشرفاء والوطنيين واوقفوا تجاوزاتهم واعرف جيداً من اراد التجاوز مثلما اعرف نفسي على اي حال وجهت لي حينها اتهامات بلغت اكثر من اربعين تهمة ( دون اي مبالغة) وليشهد من يشهد من الشرفاء الذين كانوا ضمن لجان التحقيق التي شكلت ضدي وهنا ساتطرق الى مايهم القارئ منها وهي اتهامي بانني اقف وراء بعض الاسماء الصحفية واكتب في احيان ك�في احيان كثيرة بتلك الاسماء المستعارة وطلبت حينها تزويدي هذه الاسماء كي اعطي اجابتي فكان من بينهم من هو صديق وزميل ورفيق درب وبعضهم معرفة عن بعد ومن بين تلك الاسماء ( الاستاذ صالح الحمداني والدكتور فواز الفواز والاخ العزيز الاستاذ حبيب العربنجي والصديق الاستاذ محمد المولى والاخ الاستاذ صلاح العراقي والاستاذ علي الانصاري والاستاذ منعم الزبيدي ) وغيرهم وحقيقةً كان اتهاماً غبياً للغاية اذ قلت لهم ان هذه الاسماء تكتب باستمرار فأذا توقفت عن الكتابة هذه الفترة فيعني صحة اتهامكم لي اما في حالة استمرارها بنشر مقالاتها وكتاباتها فماذا �تها فماذا ستقولون؟ ولم اكن اعرف ان تلك الاسماء كانت تكتب في تلك الفترة التي تجري التحقيقات معي كوني كنت مقطوع عن العالم وظهر ان منهم تناول قضيتي في تلك الفترة ولم اعلم بهذا الامر الا بعد مرور ستة اشهر بسبب قطعي من الاتصال باهلي وعائلتي لمدة ستة اشهر ( عداً ونقداً) اذ كان اهلي لايعرفون مكان اعتقالي وهذا يعني في حكم القوانين الدولية انني كنت اما مختطفاً من قبل الحكومة او في سجن سري اذ ان عدم وصول عائلة المعتقل اليه او زيارته يعد في حكم المختطف او المسجون في سجن سري ولاتستطيع الحكومة او الجهة التي كانت تعتقلني الانكار ذلك كوني امتلك العديد من الوثائق والكتب الرسمية الصادرة من عدة اجهزة حكومية استخبارية ومخابراتية وغيرها ومخاطبات بينها ومابين محكمة (الساعة) المختصة بالارهاب اذ كانت الجهة التي تعتقلني لاترتضي تقديمي الى المحكمة او القضاء لمدة ستة اشهر تماطل وتسوف قضيتي واهلي وعائلتي تحترق وتذوب لمعرفة مكان الاعتقال اوحتى مجرد زيارتي لبضع دقائق ولا اريد ان اكتب ماجرى امامي للمعتقلين من سيناريوهات وافادات تملى عليهم وتدريسهم ماذا يقولون (لبعض السيناريوهات التي ظهرت عبر وسائل الاعلام)! وكذلك على ماجرى لكاتب هذه السطور اذ ان غالبية المعتقلين كانوا يوقعون ويبصمون على اوراق بيضاء وانا من بينهم وقعت وانا معصوب الاعين ومن حسن الحظ كنت زميلًا لعدد من المعتقلين التي اخذت قضاياهم حيزاً واسعاً في الاعلام و تناول سيرتهم بعض الفضائيات طويلاً وليس على سبيل الحصر كنت في زنزانة واحدة مع الفائز على محافظة ديالى ضمن القائمة العراقية ( نجم الحربي)! في الانتخابات الاخيرة البرلمانية الذي استلم هدية بسيطة قبيل اعلان فوزه بالانتخابات بـ(14) تهمة جميعها جرائم قتل كذلك رافقت الشباب الاربعة الذين تم اعتقالهم في ساحة التحرير وكيف تم اتهامهم بالتزوير وبعدهم كنت زميلا للفريق عبدالعزيز الكبيسي الذي خلع رتبته امام شاشة الشرقية الفضائية واصبح فيما بعد من اعز اصدقائي وبكى كثيراً يوم مانقلت من السجن الذي جمعنا الى معتقل آخر و�اناة جديدة والتعرف على معتقلين آخرين وغيره من الاسماء الاخرى التي يصعب علي في هذا الظرف العصيب تناول قضاياها للاسف الشديد اما عن طريقة اعتقالي فكانت للاسف الشديد على طريقة عصابات الكابوي وحملت القوة المهاجمة من عمليات بغداد اللواء الرابع والخمسون ماخف وزناً وغلا ثمناً ولاتزال الامانات العائدة ( المسجلة فقط) لم تعطى لي على الرغم من اتصالاتي العديدة مع المسؤولين الكبار القائمين على تلك الجهة الحكومية الا ان.. اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لتلك الجهة وعن مناسبة مقالنا هذا فانني اطلب من كل شخص يريد ان يتحدث عن نزاهة القضاء العراقي عليه ان يصبح شيطاناً اخرس افضل من ان يكون منافقاً فالقضاء العراقي غير مستقل وكل جهة حكومية لديها قاضي تصول وتجول به على المعتقل المسكين وهي دائماً الخصم والحكم في آن واحد مثلما حدث معي فالجهة الحكومية التي كانت تحقق معي هي نفس الجهة التي رفعت علي الدعوة( يلله ويكلك ماكو ديمو….ظراطية)! وما الفضيحة الاخيرة التي اقدمت عليها احدى الجهات الحكومية في اعتقال ثلاث نساء بسبب مخبر سري كاذب الا وصمة عار على القضاء برمته فماذا يعني سجن مخبر سري امام ماجرى لعائلة انتهكت سمعتها في ظل الظروف التي نعيشها؟ كان من المفروض ان يحاكم هذا المخبر السري علناً ليكون عبرة لغيره من جيش المخبرين السريين الذين تعج بهم دوائرنا الاستخبارية والامنية للاسف الشديد فأي قضاء مستقل ونزيه والمتهم يضرب ويعذب ويهان امام انظار واسماع القضاة؟بل بات المتهم يوقع على اوراق بيضاء ؟؟اي قانون هذا وأي اعراف ترتضي بهكذا تصرفات؟وقد يذهب البعض على ان مقالي هذا دفاعاً عن طارق الهاشمي فأقول لكل من يتربص كتاباتي ان مايحصل للهاشمي هو شئ قليل والمفروض ان يقبض عليه ويزج في السجن ليتاكد من صحة كلامي له عندما استقبلني بعد الافراج عني وقلت له حينها وامام الاخ والاستاذ فتاح الشيخ ..قلت له انني احمل اليك رسالة من مئات المعتقلين الذين يرزحون في السجون اكدوا لي بان اعتقالهم برقبتكم انتم قادة القائمة العراقية الذين تركتم اتباعكم وانصاركم في الهوام وبعتم ابناء جلدتكم وتناسيتم شعاراتكم الرنانة ذات الصبغة الوطنية ورحتم تبنون القصور وتشكلون الحمايات لكم والايفادات خارج العراق ورفعتم عنكم الاجتثاث وابقيتم هؤلاء المساكين تحت المطرقة الحكومية وسندان القائمة العراقية لتعرفوا ماذا يجري لاتباعكم الذين وقفوا معكم وتركتموهم ودخلتم في حكومة عرجاء مشوهة وانتم (لاتهشون ولاتنشون فيها)! كما اكدت له اثناء اللقاء ان المصير سياتي اليكم لانكم نكثتم العهد لهؤلاء المعتقلين الذين حملوني امانة ورسالة اليكم لابد من ايصالها لانني وعدتهم بذلك وعودة على بدء اقول لو كان هناك قضاءً مستقلاً لما حكم عليً لمدة عام ثم انتهت المدة بعد تسعة اشهر فاخرجوا لي دعوى ثانية تم ابقائي بسببها ثمانية اشهر؟ فأي قضاء مستقل ونزيه يتحدث عنه البعض؟ ان مايجري اليوم ايها السادة للقضاء العراقي للاسف الشديد مهزلة وفصول مسرحية هزلية اذ بات بعض القضاة (قرقوزات)! بيد الجهات الحكومية وهذا لايعني عدم وجود قضاة مستقلين ونزيهين ولايأتمرون الا بما يملي عليهم الضمير ويخشون مخافة الل ولايهمهم الحاكم والمحكوم بل جل مايهمهم تطبيق العدالة في الارض لان هناك عدالة في السماء تنتظرهم وهذه هي افادتي .
*رئيس تحرير صحيفة الشاهد المستقل
[email protected]

أحدث المقالات