ماذا يخبئ لنا القدر أو السياسيون من تحالفات في المشهد السياسي العراقي بالأيام المقبلة؟ وهل تغيرت المعطيات السياسية بعد تحالف الفتح وسائرون؟ وهل لهذا التحالف أثر سلبي على العراق في بعثرة الأوراق يدعو الى إعادة الظر في التدخل الإقليمي والأمريكي بشكل أقوى؟ ومن الرابح في هذا الصراع، المواطن أم الأحزاب السياسية أم اللاعب الأجنبي؟
شاهدنا كيف كانت ردة الفعل في وسائل الإعلام، بين مرحب فرحان”كالإعلام الإيراني ” ومنتقد غضبان “كالإعلام الخليجي” بعد لقاء العامري بالصدر وتحالفهما معاً، ومن المهم جداً عند الدول التي تنظر إلى أهمية موقع العراق، أن تترقب بشغف وتوجس وخيفة وأهتمام بالغ إلى شخصية رئيس الحكومة القادمة وما يحمل من عقيدة سياسية وتوجه فكري.
نحن نتسائل من الأهم عند فادة الكتل السياسة العراقية: البرنامج الحكومي أم شخصية رئيس الحكومة؟ وماهي مشكلتنا ومصيبتنا كعراقيين في الحكومات السابقة، هل هي بالتنظير أم في التطبيق؟ فإذا كانت بالتنظير يكون البرنامج الحكومي أهم، أما إذا كانت في التطبيق فشخصية رئيس الحكومة هي الأولى.
كل الكتل السياسية الآن تطرح مشروع حكومي عابر للطائفية تحت مسمى “أغلبية وطنية أو سياسية” وتدعو للتحالف على برنامج حكومي أولاً قبل الأتفاق على شخصية رئيس الوزراء، لو عدنا الى الوراء والى التحالفات السابقة بعد كل دورة أنتخابية، لوجدناها هي هي نفس إطلاق الشعارات ونفس الوعود، وبعد تشكيل الحكومة يصبح كلما قيل هباءاً منثورا وفي خبر كان، فيبقى الوضع كما هو أو أسوء من قبل.
مثلاً في السنوات الماضية طرحت بعض المشاريع السياسية كحكومة الوحدة الوطنية، والتوافقية، ورفعت معها شعارات رنانة فضفاضة، كدولة القانون ومحاربة الفساد، وخدمة المواطن، ونبذ الطائفية، وغيرها من أمثال هذه الشعارات، كما كتبت بعض الجهات السياسية برامج حكومية طويلة وعريضة، فهل تحقق شيء من ذلك؟! مازلت أتذكر ما صرح به أحد الشخصيات السياسية في عام 2014 عندما قال ما معناه:( بعد لا يبقى رئيس وزراء لمدة 4 أعوام وإنما هناك برنامج حكومي عليه أن يطبقه خلال شهور وإلا سوف يتم تغييره)!!!
كل الذي يجري ونسمع به من تحالفات واصطفافات سياسية ليس فيه جديد ولا شيء غريب، وبالتالي نرجع إلى الحالة المعتادة من تكتلات طائفية وقومية، وكأنك يبو زيد ما غزيت.
دول الجوار والمنطقة والتي لها مصالح إقتصادية وسياسية في العراق، لا يهمها أتفاق الكتل السياسية على برنامج حكومي بقدر ما يهما أختيار رئيس الحكومة، فهي تترقب الشخصية القادمة وما هي خلفيته الفكرية والسياسية حتي تتعامل معه، إذن على جميع السياسيين العراقيين التركيز والنظر بجدية لإختيار رئيس وزراء وطني بعيد عن الأملاءات الخارجية، حتى ينعم البلد بالرفاهية، والمواطن بالسعادة.
أزمتنا في العراق ليست في البرنامج الحكومي الذي يؤكد قادة الكتل عليه اليوم، بل أزمتنا السياسية في الداخل والخارج، من تردي الخدمات وفقدان الأمن وكثرة الفساد وتوتر العلاقات مع محيطنا الإقليمي، هي في رئيس الوزراء الذي لم ينفذ ذلك البرنامج في كل الحكومات، وإلا هل يوجد برنامج حكومي أفضل من برنامج كتلة المواطن، الذي كتبه لجنة من الخبراء برئاسة الدكتور المرحوم أحمد الچلبي؟!