19 مايو، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

هذه ليست البصرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما يساجلني احد اصدقائي الذين غربتهم اهات السنيين ووجع انظمة القمع والموت استحي عن الاجابة عما يجول بافكارهم وحتما تكون الاسئلة عن احوال البصرة وتفاصيل المدينة ومجريات الامور بشكل عام ،ترى ماذا تكون الاجابة
البعض يخبرني انه يريد العودة والاستقرار فيها بعد ان عاش في دول ذات طبيعة خلابة وقانون صارم يحمي الانسان والحيوان والجماد على حد سواء !بالله عليكم ماذا نقول لاحبتنا عن البصرة
انقول ان البصرة تنام حالمة بقانون ينظم الحياة يحمي الانسان من كل شي ام نقول ان المرء حين يسير فيها تسيره القدرة التي تجنبه ابسط المشاكل حيث يعضه كلب سائب صدفة فيضرب الكلب او تدكه دراجه او(ستوته) فيعترض فذا به يصبح هو من اخطا فتقام عليه دعوة او يدفع فصلا عشائريا
ام اقول لصاحبي اقدم فالبصرة اصبحت عرضة للفساد والرشى في كل مفاصلها ويقف قلبك او عقلك وانت تراجع ابسط دوائر الدولة او تنذر الف نذر لكي تقابل مسوؤل بسيط
او اقول له تعال ولك الحرية وعائلتك ان تجلس في منتدياتها التي تجمع العوائل على حب الله
ماذا اقول لصاحبي عن سوق الهنود المطرز بالف حذاء وتيشيرت معلق خارج المحلات اومئات من البسطات لبيع الجواريب والملابس
وكيف اخبره عن الاف الاكشاك لبيع الفلافل او شوي الكباب او السكراب وان البصرة المدينة الاولى التي تفتخر انها بدون ارصفة وكلها عادت للباعة الجوالة
وكيف اخبره عما جرى للعشار سوق الخضارة الجميل او سوق الهنود وحنا الشيخ وعطر البهارات ولذة وجمال الفاتنات
هل اخبره ان اخر سينما في البصرة في شارع الوطن هي سينما الوطني اصبحت مكبا للنفايات وانه لايوجد فيها اي سينما صيفي او شتوي او منتدى او مسرحوهذه علامات الوعي في الدنيا
وهل اخبر صديقي ان انهار العشار والخندق والرباط وشط العرب والسراجي وبويب السياب تبكي على نفسها من التلوث المرافق لها
وكيف هي تقاطعات طرقها اذ اصبحت مهنة التسول عادة ومهنة اضافة لبيع الاقراص والكلينكس وخرق تلميع السيارات ووووووو الخ
وهل اخبر صديقي على ان ابسط مسؤل في الدوله له من الحمايات ما يعادل سرية عسكرية وله اكثر من سكرتير وحمايات ومكاتب فارهة لانهم يعتقدون انهم من سلالة اينشتتاين او ستيف جوبز مخترع الايفون وووووو
اني ماذا اقول لي لو جاء يسألني
ابقى حيث انت تمتع بما تبقى لك من العمر لانك لو اتيت لن تجد مكانا لتنصب فيه عزاء لاحزانك واحزان اقرانك عش بسلام صديقي الحبيب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب