14 أبريل، 2024 2:49 م
Search
Close this search box.

هذه قصة سبايكر ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

أثارتني القصة المأساوية التي تتحدث عن مجزرة (سبايكر) الأبشع والأجرم في تأريخ العراق الديمقراطي الحديث!! التي رواها لي أحد اصدقائي ايام الدراسة الجامعية في كلية العلوم والضابط حاليا في القوة الجوية على لسان أحد الناجين من الموت بأعجوبة وهو من محافظة الديوانية .. يقول الناجي لصديقي : بعد احتلال داعش لمحافظة الموصل ودخولها محافظة صلاح الدين بدأت قطاعات الجيش بالتخلي عن واجبها تاركةً مواقعها و معداتها وآلاتها العسكرية لـ (داعش) التي دخلت المدينة بقوة بشرية وعسكرية مثيرةً للرعب والفزع وسط جموع المواطنين حتى سيطرة على أجزاء كبيرة من المحافظة و وصلت إلى قضاء تكريت الذي فيه قاعدة (سبايكر) حيث كانت هناك أعداد كبيرة من العسكريين داخل القاعدة منهم طلبة القوة الجوية الذين يقدر عددهم بـ (1700) طالب بالإضافة إلى تشكيل جديد بدأ تدريباته داخل القاعدة قبل أشهر قليلة وهو تشكيل (حماية النفط و البنى التحتية ) قوامه (4000) مقاتل و أفواج عسكرية أخرى . تفاجئنا باختفاء قادة الألوية والفرق من القاعدة مع صدور أوامر عسكرية من قبل أمراء الأفواج والسرايا بعدم إطلاق النار وقتال (داعش) التي بدأت تقترب من القاعدة حسب أبراج الرصد المنتشرة على محيطها ,معللين ذلك لحين وصول قوة عسكرية من بغداد متمثلة بالفرقة الذهبية التي ستقوم بعمليات إنزال جوي داخل القاعدة لتجميع القوة وبدء المعركة مدعومة بالطيران الجوي , معتبرين ( داعش ) قد حصلت على العديد من الدبابات والراجمات والقاذفات وآلات الحربية الثقيلة والمتوسطة جراء سيطرتها على قواعد عسكرية كبيرة في الموصل وصلاح الدين . مع هذا كانت هناك نداءات في الليل عبر مكبرات الصوت من القرى المجاورة تدعو من في القاعدة إلى تسليم أنفسهم دون قتال حفاظاً على أرواحهم ومؤكدين أن المنطقة مؤمنة وإنهم في حال تسليم أنفسهم سيكونون في

حماية هذه القرى لأن (الثوار!!) على حد وصف المنادين لا يريدون سوى السيطرة على القاعدة وإرجاع من فيها إلى أهله سالماً غانماً . وسط هذه النداءات تباينت الآراء داخل القاعدة وطالت المدة إلى أكثر من أسبوعين دون وصول قوة عسكرية من بغداد . حتى بدأت (داعش) المعركة وفق خطط منظمة ومدروسة ومعد لها مسبقا مستغلةً الظروف الصعبة التي يمر بها المقاتلون والطلبة داخل القاعدة . فكان هجومهم على مرحلتين في أن واحد . المرحلة الأولى هي إطلاق النار على نقاط المراقبة وقتل من فيها بواسطة القناصين والمرحلة الثانية هي الزحف نحو بوابة المعسكر المغلقة منذ أكثر من شهر , فجاءَ أمرٌ بالرد وإطلاق النار على المهاجمين من ( داعش ) .حتى فُجرت بوابة المعسكر الكبيرة ودخلها بعض عناصر من (داعش) متحصنين في خنادق ومواضع تركها مقاتلونا . وكانت هناك نداءات تدعوا الجميع إلى الاستسلام وترك أسلحتهم لإرجاعهم إلى أهلهم ومحافظاتهم . حتى استسلم المعسكر بأكمله وفيه أكثر من(2000) عسكري .فما كان من (داعش) ومن يساندها من عشائر تلك المنطقة إلى أن يقيموا ( الهوسات ) عند بوابة القاعدة وقادوا جميع الجنود والطلاب إلى القرى والمزارع القريبة واحتجزوهم فيها بعد إعدام أمراء الأفواج والسرايا الذين أعطوا أوامرَ الرد وإطلاق النار على (داعش) .. ويضيف الناجي .

بعد أن علمت (داعش) أن جميع من في القاعدة هم من محافظات الوسط و الجنوب بدأت بأخذ أعداد منهم وبشكل يومي , كل عدد يتراوح من (100_400) محتجز أو رهين وإعدامهم في مناطق مختلفة , وان هناك إعداد من الطلبة والجنود لا زالوا على قيد الحياة محتجزين لدى العشائر الموالية والمساندة والداعمة لـ (داعش ) والتي تطلق على نفسها (الثوار!!) . أما أنا فقد نجوت بقدرة الله سبحانه وتعالى ونخوتي لأبى الفضل العباس (عليه السلام) حيث كنت ضمن أعداد احد الأيام للإعدامات فـ طرحوني أرضا ووضع فوقي ما يقارب الثلاث طلبة دون أن يعلموا بذلك لأنهم كانوا يفرقون الجميع حتى تصيب اطلاقاتم الكل و لا تُخطي أحدا , وبعد أن تركونا كنت اعتقد أني مت وأنا أصيح بصوت منخفض يا (أبا الفضل العباس) .فقال أحدهم للأخر أن هناك من لم يمت فأجابه اتركه يتعذب ثم يمت .. فقمت بعد يوم من رقودي بين الجثث بدخولي إلى احد البيوت في القرى المجاورة قاطعا مسافة تقدر بـ 3 كيلومتر قائلاً لهم (أني دخيل عندكم) فأما أن تبيعونني أو تقتلونني أو ترجعوني إلى أهلي . فتكفلوا بي وأعادوني إلى مدينتي بعدها علمت وأنا في طريقي إلى محافظتي أن قاعدة سبايكر قد أعيد السيطرة عليها من قبل الجيش العراقي ولكن بعد فوات الأوان ..

بعد هذه القصة لأحد الناجين . نُثير أسئلة تحز بأنفسنا جميعاً ..من المسؤول عن هذه الخيانة العظمى؟ . ومن سيُعيد بقيت الناجين والمحتجزين لدى احد العشائر التي باتت معروفة لدى الجميع وهي تساند وتدعم (داعش) قبل قتلهم وإعدامهم. وهل استحقت هذه المجزرة المروعة الاهتمام الإعلامي والسياسي الذي لاقتهُ غيرها من المجازر ؟ وأقول بعد . حادثة جسر الأئمة وتفجير قبة العسكريين (عليهما السلام) وسقوط الموصل ومجزرة سبايكر وحادثة سنجار وقصة آمرلي ..هل حقاً أمريكا حررت العراقيين من صدام أم انتقمت لصدام من العراقيين ؟ ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب