مقدمة : بيني وبين كثير من القادة السياسيين عندما يفندون أمرً ما، خصومة، لكثرة ما أسمع من تضليل وإلتواءات وإدعاءات لا تمت للحقيقة بصلة, أما (المحللين) – وأنا أضع هذه الصفة دائما بين قوسين منذ عام 2005 – (واللبيب بالإشارة يفهم) , فخصومتي معهم أكبر.
ففي أكثر من تجربة حية عشتها، أو حدث كنت شاهدا عليه بالصدفة أو بحكم عملي كإعلامي, وجدت من التصريحات و(التحليلات) ما لا يمت للحقيقة بصلة, بل وجدت بعضهم يدفن رأسه كالنعامة متجاهلا ما يسمعه وما يراه، فالسياسي مؤدلج بطبيعة الحال ولا يمكن أن يخالف أو يختلف عما يضمره من موقف مسبق لكل تفاصيل الكون (لو يجي الله) مهما قدمت له من حقائق ملموسة تفندّ إعتقاده, لأنه (قافل) أو هو ينتمي لجهة ما وواجبه دائما أن يثبت أن حزبه أو كتلته هي المحقة دائما وأبداً، أما (المحلل) فهمه تقديم نفسه للناس بطلته البهية وإمكاناته الكلامية مستعرضا عضلاته المعرفية أكثر مما تهمه الحقيقة أو فحوى الموضوع ودلالاته.
الصورة : في الساعات الأخيرة من النهار المخصص للتصويت في إنتخابات مجالس المحافظات وقبل إقفال صناديق الإقتراع لمس معظمنا أن الإقبال على المشاركة كان ضعيفا، ويبدو إن الأخوة (المحللين) – وهم دائما هكذا – قد جهزوا أنفسهم لإقتناص الفرصة المؤاتية والإلاء بدلوهم لتفنيد الحالة.
ومن تلك التفانيد ما ورد على لسان معظمهم من أن السبب هو :
1 – الحواجز الأمنية والتشديد الأمني.
2 – عدم القدرة على الوصول الى مراكز الإقتراع, وذكر لذلك أكثر من سبب.
3 – فشل الناخب من العثور على أسمه في سجل المركز.
أما الحقيقة التي أردت إيصالها لكل الساسة و(المحللين) فهي :
أحد المراكز يقع في مجمع سكني خاص تابع لأحدى الوزارات وهو محصن وليس بداخله أي عراقيل أو مفارز أمنية, والمسافة بين أبعد دار وبين المركز الإنتخابي لا تزيد على ثلاثمئة متر, سكان المجمع خليط يجمع المسلم والمسيحي، الشيعي والسني, العربي والكردي والتركماني، الفقير والغني، العامل والعاطل, المتدين والعلماني، أرباب النظام السابق والنظام حالي، المثقف والغبي، الحرامي والشريف، الوجوه الحسان والوجوه (الجكمة). ولا يعاني هذا المجمع من أي نقص في الخدمات إطلاقا . . إطلاقا.
هذا ما أخبرني به صديقي أبو علاء الساكن هناك وأضاف :
نسبة المشاركة لا تتعدى 20% !!!. وإذا أردنا أن نتهمه بالمبالغة أو عدم الدقة نضيف إليها نصف هذا العدد لتصبح 30%، وامام هذه الصورة علينا شطب الأسباب الواردة أعلاه وأخذ هذا المجمع نموذجا نقيس عليه ونبحث في ضوءه عن أسباب منطقية.
هذه خدمة مجانية أقدمها لكل الساسة وعليهم النظر إليها بجدية مع خالص إكتئابي.