من احداث أمس وأنا ( لازگ) بالفيس بوك اتابع تطور الأحداث ، وتاتيني طلبات على الخاص عن رأيي بما يجري ، تعجبتُ من الكثيرين الذين يعتبرون أنفسهم بل ويعتبرهم آخرون بأنهم محللون استراتيجيون وسياسيون وإذا بكل واحدٍ منهم يكتب تمنياته أو احلامه الوردية، فهذا يقول انتهت العملية السياسية وذاك يقول تم تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة (….) ، وذاك جاء لنا برئيس فريق ركن رمز له ( ن، ص)، وآخر شكل حكومة إنقاذ واستدعى ثلاثة ضباط برتبة فريق ركن لإدارة الأمور ووووووو، وآخر كتب عاجل لتدخل التحالف الاسلامي بزعامة السعودية ،وأنا والله يشهد اضحك لكن بطعم البكاء !!!هذه رؤيتي ثلاثة أطراف فاعلة في ما يحدث : السيد العبادي + السيد مُقتدى الصدر+ امريكا- السيد العبادي اشتكى انه لا يستطيع اجراء أية إصلاحات بل أنّ الأمور الجارية حالياً تُعيق عمله في مقاتلة داعش ومعالجة الوضع الاقتصادي وأوضاع المناطق المدمرة واهلها المهجرين ، اشتكى ذلك الى الأمريكيين والى السيد مُقتدى. وان هذه الأطراف المُعيقة لعمله هي:- الحرس القديم المُحافظ الذي هيمن على الكتل السياسية وعلى العمل البرلماني طيلة الأعوام الماضية والذي يقف بوجه أية إصلاحات تريد اجراء المصالحة الوطنية وتنفيذ الإصلاحات وتريدُ انْ تبقى مسيطرة على نوابها ووزرائها واستغلالهم لتحقيق مكاسب. _ الميليشيات والعناصر المُسلحة التي ترتبط بقادة كتل وأحزاب والتي تضرب الامن والنظام وتعمل بتوجيهات قادتها وتجاوزت على كل شيء اسمه دولة.- الفساد الذي يقوم به بعض المُهيمنين على الوزارات أو الكتل البرلمانية تحت يافطة أن الكتلة او الحزب أو مكاتبه أو قنواته الفضائية تحتاج الى دعم مادي لتغطية المصاريف.الطرف الثاني ( امريكا) التي سئمت من رؤية نفس الوجوه ( الكالحة) والتي تعرف التفاصيل الدقيقة جداً جداً جداً عن كل صغيرة وكبيرة عنهم وعن فسادهم واعاقتهم لأية خطوات اصلاحية،امريكا ارادت إزاحتهم حتى يتمكن السيد العبادي من أخذ حريته باختيار وزراءه بعيداً عن هيمنة هؤلاء ( الكبار المُعطلين) لذلك، واكبر دليل على تجاهل امريكا لهؤلاء هو أنّ نائب الرئيس الامريكي جون بايدن في زيارته الاخيرة ( لَبْس) الجميع من الرئيس الى آخر واحد ولم يلتقي الا برئيس السلطة التنفيذية العبادي والتشريعية الجبوري ورئيس اقليم كردستان بحيث انه ( حتى لم يزر معصوم الرئيس).السيد مُقتدى الصدر انضم الى المظاهرات والاعتصامات المستمرة من عام ٢٠١١ ، وانضمامه اليها أعطاها زخماً كبيراً جماهيرياً شعبياً كون التيار الصدري تيار شعبي ، فرضى بل وفرح المتظاهرون من التيار المدني الإصلاحي ، بل خولوه قيادة ثورة الإصلاحات ، السيد مُقتدى رفع شعار محاربة الفاسدين ، وتشكيل حكومة تكنوقراط( غير سياسي)،واعطى للسيد العبادي مهلة وفرصة لتشكيل حكومة تكنوقراط باختيار العبادي نفسه. تصدى ( الحرس القديم المُحافظ) من رؤساء الكتل لهذه الخطوة الإصلاحية وطلب بعضهم انْ يكون اختيار الوزراء من قبلهم حصراً ، بل رفض بعضهم تبديل أي وزير .هُنَا التقت الإرادات الثلاثة ( الإرادة الامريكية للتخلص من وجوه كرهتها وتعيق الإصلاحات وتؤثر على قتال داعش ) + و( الإرادة العبادية بالتخلص من سيطرة وهيمنة رؤساء الكتل والأحزاب ليتفرغ لقتال داعش وجلب الأموال من الدول الخارجية لإعادة الاعمار)+ و ( الإرادة الصدرية المتمثّلة في محاربة المفسدين ( رغم تحفظ البعض عليها) و إعطاء العبادي الحرية في اختيار الوزراء وإزاحة المُنافسين من التيار المتشدد المُحافظ أو الحرس القديم وليكون فعلاً راعياً للإصلاح ).لذلك تمّ دخول المتظاهرين الى البرلمان باعتباره( الجُزء المُعطل ) لأي خطوات اصلاحية تريدها الأطراف الثلاثة( امريكا ، العبادي، السيد مُقتدى)، كون البرلمان يحتوي على النواب الذين يتلقون التعليمات والأوامر من رؤساء الكتل والأحزاب بالموبايل ( ادخلوا الجلسة ، لا تدخلوا، صوتوا ، لا تصوتوا، ارفعوا ايديكم، لا ترفعوا)، ودخول البرلمان من قبل المتظاهرين اعطاهم درساً لا أظن بعد اليوم ان هناك نائباً سيسمع لزعيم كتلته !!!!من كل ذلك :- لا حكومة إنقاذ- لا مجلس عسكري- لا حل للرئاسات الثلاثة- لا انتخابات مبكرة
تغيير وزاري بوزراء تكنوقراط غير سياسي وباختيار من السيد العبادي وبتأييد من السيد الصدر وبمباركة من امريكاوبعدها تطلب امريكا بحضور قوي لدعم العراق مالياً لمساعدته في اعادة إعمار المناطق المُدمّرة ومقاتلة الارهابوسيقوم البرلمان بتمرير القوانين المُهمة المُعطلة للإصلاح مثل قوانين النفط والغاز والعفو العام والمساءلة والعدالة وغيرهاوبعد الانتهاء من قتال داعش ستتولى امريكا حل أي تشكيلات عسكرية غير خاضعة لوزارتي الدفاع والداخليةوالله أعلم