10 أبريل، 2024 4:01 م
Search
Close this search box.

هذه بضاعتنا رُدت الينا

Facebook
Twitter
LinkedIn

بقيت ايام معدودة للانتخابات ،ايام صعبة تحمل في ثناياها الكثير من القلق والشك والمرارة والترقب،ايام لا سامح الله ستلف في طياتها ارواح طاهرة بريئة بفعل الارهاب وتخبط الخطط الامنية العقيمة التي لم تفلح في حماية ارواح العراقيين وتحافظ على امن العراق. ايام ستشهد سيلان المال الحرام في الساحات العامة وعلى أعمدة الكهرباء والجسور لوجوه استحوذت على كل شئ بلسان طائفي فصيح لتجعل العراقيين امة منكوبة بفقرها وشهداءها وأراملها وأيتامها ومهجريها .                                                                          
 ايام تذكرنا بمرارة ما اقترفناه بحقنا وحق بلدنا بجسامة اخطاءنا واستهانتنا وجهلنا وعدم مبالاتنا بما فعله اصبعنا البنفسجي الذي تركنا له العنان يرتع في مناطق الطائفة والمذهب والعشيرة والمدينة والأحزاب ولم نرغمه على الاشارة حتى على خارطة الوطن الكبير،ليأتي بمن اثرى من المال الحرام ، بمن ارهب اهله وعشيرته وأبناء وطنه وأشعل النار بهم لنير طريقه الى البرلمان او كابينة الحكومة ليحافظ على رواتبه وامتيازاته ومقاولاته ويطالبنا بتسديد ثمن خدمته الجهادية في كازينوهات اوربا . بمن يبشر شعبه المحروم من ابراج دبي وعمان وطهران وواشنطن بان خزينة الدولة قد افلست وليس لك معاش بعد شهرك هذا. اه يا اصبعنا ذبحتنا رسمت لنا وجوه ترهقها الذلة لا حياء فيها لا غيرة عندها،اربع سنيين عجاف يرتعون ويلعبون  يختلفون ويتصالحون يستقيلون ويرجعون، يعارضون ويؤيدون، يسرقون ويتقاسمون، يبيعون الدين والمذهب ويحجون ويعتمرون ويلطمون،اسنانهم وبواسيرهم وفقراتهم وتجاعيد عجائزهم بأموالنا    يصلحون، وكل شئ في العراق الجميل يخربون.                                                                         
 لنقولها بكل وضوح وصراحة لا نخدع انفسنا هؤلاء شئنا ام ابينا هم بضاعتنا التي انتجتها اصابعنا البنفسجية ، بضاعتنا المعطوبة التي عجزنا عن استرداها كما فعل الشعب المصري وكما يفعل الشعب الاوكراني وباقي شعوب العالم. ربما الحسنة الوحيدة لديمقراطية بريمر هي ان بضاعتك تدور وتدور ثم ترمى امام دارك ذليلة منكسرة كعجوز متصابية تفوح منها رائحة البول إلا ارادي.                                                           
 نعم ايام معدودة وترد بضاعتنا الينا فاسدة تزكم الانوف غير صالحة للاستهلاك الوطني، انعيد تغليفها ونحمل الطائفيين والإرهابيين وسراق المال العام وخونة الامانة على اعناقنا الى البرلمان ليسومنا سوء العذاب، ايلدغ العراقي من البرلمان مرتين،انريد عراق واحد ام عراقات متعددة،انريد خزائن فارغة وجيوب ممتلئة ،انريد مساكن طيبة امنة ام عراق بلا حدود. لنحترم عقولنا  ووطننا ومراجعنا ونتوكل على الله سبحانه وننتج بضاعة مسومة بماركة العراق فوق الجميع لنحفظ دماءنا ونمير اهلنا ونبني عراقنا .
 [email protected]    

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب