23 ديسمبر، 2024 2:22 ص

هذه اسلحة مسعود لمواجهة بغداد ؟

هذه اسلحة مسعود لمواجهة بغداد ؟

مسعود بارزاني ليس غبيا لدرجة التنازل المباشر عن احلامه في اقامة الدولة الكردية المزعومة وهو يعلم ان تنازله يعني انتهاء مشروعه ومشروع ابائه الى الابد.

قبالة مناورات ومفاجئات مسعود في التمسك بحلم الدولة الكردية والوقوف بوجه طوفان انقرة وطهران مع كل الترغيب والترهيب الذي تقومان به،فان بغداد لازات مترددة ولم تهتد بعد الى الطريقة المثلى لايقاف مسعود واجباره للتراجع والغاء الاستفتاء.

ولان مسعود ليس غبيا وتقف خلفه اسرائيل ودول عربية وعالمية ومؤسسات ومالية واعلامية كبيرة فانه يسعى لاطالة امد المناوشات السياسية مع بغداد لان هذه المناوشات تمنحه فرص اكبر للاستفادة من كل الفرص المتاحة وغير المتاحة،ومسعود والكرد افضل من يجيد الاستفادة من الفرص وباي ثمن طالما ان المخرجات تؤدي الى دولة كردية حالمة.وطالما ان الكرد لا يتوقفون كثيرا في محطات الكرامة والشرف والتاريخ والجغرافية والنضال المشترك.

من بين الفرص التي يمكن لمسعود الاستفادة منها في تثبيت جذور دولته ومواجهته مع بغداد هي تجميع الدواعش من جديد واعادة نشرهم في مناطق المواجهة مع بغداد وابعادهم عن المناطق المتنازع عليها وهذا التجميع يشغل بغداد ويسهل من مهمته في الاستيلاء على تلك المناطق،خاصة بعد ان اصبحت اربيل وجهة الدواعش المفضلة.

ايضا اطالة امد المفاوضات واسترضاء ود البرزاني سيمنحه فرصة ذهبية لنشر جلاوزته في كركوك والاسراع بتكريدها وتثبيت اركان جيشه وتعقيد مهمة الحكومة المركزية.

لا ننسى ايضا ان الراي العام المحلي والاقليمي والعالمي من الممكن ان يتغير باتجاه اربيل ان استمرت اجراءات بغداد خجولة ولم تحسم امرها بسرعة وحزم.

بغداد من جانبها لديها فرص اكبر واكثر فاعلية من مسعود اني هي احسنت واسرعت في استخدامها لوئد الانفصال اهمها موقف المرجعية الدينية الرافض للانفصال والموقف الدولي المؤيد لبغداد واجراءات انقرة وطهران واجراءات حصار الاقليم والتعامل معه بنص وروح الدستور ووقف تجاوزاته في كركوك والمناطق المتنازع عليها ولجم استهتاره وسرقاته واستثمار وهج الانتصارات وسطوة الجيش وعظمة وهيبة الحشد الشعبي التي يستحيل على مسعود وبشمركته الوقوف بوجهها.

مسعود سيراهن على الوقت واسرائيل وتردد بغداد في المضي بمشاريعه… وبغداد في مرحلة مفصلية ربما تدرك ما يخطط له مسعود لكن الادراك يجب ان يقترن بموقف لانه الوحيد الذي سيبطل سحر الانفصال.

ربما يكون العبادي اكثر رئيس حكومة في العراق حصل على فرص استثنائية للنجاح،لكن الرجل فشل في استغلال الاولى فهل سيفشل في استغلال الثانية،لننتظر ونرى فربما كان للرجل راي اخر.