عندما يخلوالحديث من المنطق والعقلانية, كيف يواجه المتحدث السليم ذلك المتحدث الذي لا يفقه شيئا..؟!
في مجالسة كلامية بعد الانتخابات الاخيرة, استوقفني محور نقاش وجعل حواسي السبع ! تتداخل وتدخل “انذار ج”, حديث كانت محاوره مليئة بالمغالطات وتزوير المعلومات الشيء الكثير.
وجدت نفسي مُجبراً على التدخل في هذا النقاش؛ لإيضاح المعلومات التي يمتلكها “ابو محمد” طرف الحديث الاول, والذي بدى وكأنه حضر جميع جلسات مجلس الوزراء.!
كان مستهل الكلام, نقاشاً حول انقطاع الكهرباء (بعدالانتخابات), رغم انها تحسنت بشكل ملحوظ (قبل الانتخابات), وعندما إمتعض “ابوهدى” من القطوعات التي كثرت في منظومة الكهرباء بعد الانتخابات, سارع ابومحمد بالقول: عمي خطية ما يخلوه يشتغل..؟!
هنا..تدخلت من هم الذين ما يخلوه يشتغل..؟
ومن هو, الشخص (الخطية)..؟
سؤال, وجهته الى أبو محمد؟ فأجاب الرجل, أبو إسراء, ويقصد “السيد رئيس الوزراء نوري المالكي”.
ابوهدى كادَّ يُصدق كلام ابومحمد, قبل ان اتدخل في الوقت المناسب.
وأردف ابو محمد قائلاً: والاحزاب (ميخلون) المالكي يشتغل..؟!
المجلس الاعلى عنده 6 وزارات ومحاربين المالكي, والصدريين عدهم 6 وزارات ويلعبون بكيفهم, والسنة ما يتعاونون ويّة ابو اسراء, ويتعاونون ويّة داعش, شلون يشتغل بعد..؟! المشكلة, إنني عندما بدأت الحديث, لإيضاح الأمور وتصحيح المعلومات, قاطعني أبو محمد بقوله: عمي: أخذ الحجاية مني أني أكبر منك وأقربائي بمجلس الوزراء ويحجولي..!
حاولت جاهداً, إيضاح إن “المجلس الأعلى” لم يشترك في الحكومة الحالية, والتي ستنتهي ولايتها بمجرد تصديق نتائج الانتخابات, ولم يكن للمجلس الأعلى وزيراً على الإطلاق, وإن السيد المالكي يسيطر على جميع الأجهزة الأمنية, والوزارات, يعني مو خطية..!
مما تقدم, أيقنت أن التزوير ليس فقط في الأوراق الانتخابية ؛ بل كان, في عقول المواطنين, إن تزييف الحقائق, وكسب مشاعر الناس وإستمالتها, لأجل نيل المصالح والمكاسب الانتخابية والشخصية, جرائم مخلّة بالشرف, وبعيدة عن التوجهات الديمقراطية, الذي يوّد معظم السياسيون الولوج فيها.
ان السياسة الصحيحة, ليست في رمي الأخطاء في ساحة المقابل, وتوجيه التهم والمزاعم الكاذبة, بل ان نجاح العملية السياسية والإدارة, تكمن بتوحيد الرؤى ومشاركة جميع المكونات, وتبادل المعلومات بكل ما يستجدْ.
للأسف, لم تساهم الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن, كما هو متعارف عليه, بل كانت أداة إعلامية, لكسب تأييد بعض المواطنين, لصالح قائمة القائد العام للقوات المسلحة, عبر الأكاذيب التي روجتْ؛ وكانت السبب المزعوم لفوز”دولة القانون”.