في الوقت الذي كان المجتمع العراقي يعول على الاحزاب السياسية وبالذات الاسلامية الشيعية على قيادة الدولة قيادة حكيمة ومنذ لحظة انهيار الدكتاتورية حيث كانت تمثل الجانب الاقوى في معارضة صدام
وما ان انبلج عصرا جديدا كنا نعتقد اننا وبهذه القيادات والاحزاب سنبني عراقا حرا ابيا لكن الذي حصل ان هذه القيادات تركت جبل احد لتنزل تبحث عن غنائم المعركة وتترك البلد في فوضى عارمة وضياع مستديم وهي تتفرج وتتنعم بموارد البلاد بطرق عدة واوصلتنا الى حالة زبينة من الانهيار والتخلف على كل الاصعده اولهما الفساد الذي صار جلابهم الذي ارتدوه وتبجحوبه بكل فخر واقتدار وامام انظار الشعب دون خوف او حياء
والسؤال الى متى يبقى حال العراق؟
لقد تنادت بعض القوى السياسية من خلال التظاهرات وممارسة بعض الانشطه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكن تلك الاصوات مرة تخفت ومرة تعلو كذلك فان الخطب الدينية لبعض وكلاء المراجع غالبا ما تكون خطبا اصلاحية اوربما تجامل احيانا او ان البعض منها يلزم الصمت لارتباطة ببعض احزاب السلطة وهكذا ظل الشعب يعاني اكثر من امر اضافة الى القول بتنعم بعض الوكلاء والمعتمدين بالعيش الرغيد جعلهم في سكينة وهدوء حيث ان النار لم تصل لهم
اذن وبالعودة لتجارب التثوير الاجتماعي والسياسي الذي عاشته جماهير شعبنا في حقب من التاريخ نلاحظ ان خطباء المنبر الحسيني كانت لهم الريادة بشحذ همم الشارع ضد افعال الانظمة الفاسدة وما نراه ونسمعه من بعض رجال هذه المنابر لهو يثلج الصدر اذ يمثل الجانب الاكثر استقلالية وعدم الانحياز لتلك الكتلة او ذاك الحزب انه خطاب الحق والعدل الذي رفض الخنوع والجنوح لمجاملة القوى الحاكمة
ان ابناء شعبنا المظلوم لم يبقى امامهم غير هذه الغيرة الوطنية التي تساعد على صنع انتفاضة صد بؤر الفساد والمفسدين ساعتها تنتفض الجماهير لتهيئ حاويات القمامة لهذة الشلة الفاسدة