27 ديسمبر، 2024 3:52 م

هذا هو قيصر روسيا، أين أنت يا أمريكا؟

هذا هو قيصر روسيا، أين أنت يا أمريكا؟

شكرا قيصر روسيا وألف شكر لك ياسيد الكريملن! ، ليس لأنك قمت بغزو أوكرانيا من أجل تأمين أمنك القومي وهذه سياستك وأنت أعرف بها وأنت الأحرص على بلدك وحدودها وأنت العارف بحمايتها من أية أخطار قد تحدق بها الآن ومستقبلا! . نقول لك شكرا لأنك أظهرت حقيقة أمريكا أمام العالم وحجمها الحقيقي عندما تواجه خصما قويا عنيدا! ،لا سيما وأن موضوع غزوك لأوكرانيا ليس بجديد وبغائب عن تفكيرك فهو موجود ضمن تفكيرك وحسك الأمني منذ أكثر من عقد من الزمن! . أرى وقد يتفق معي الكثيرين أنه صار بديهيا لدى دول العالم التي تريد أن تعيش بسلام أن يتوجسوا خيفة من كل نظام موالي لأمريكا والغرب ومحابي لأسرائيل والصهيونية العالمية، وخاصة عندما يكون قريب منهم ولديهم حدود مشتركة تربطهم! ، فما بالك باوكرانيا ونظامها ورئيسها حيث تقول المعلومة عنه (( هو فلاديمير زيلينيسكي رئيس أوكرانيا من مواليد 1978 ممثل كوميدي ، حامل الجنسية الأسرائيلية! ، وهو من أصول روسية حيث كان جده مسؤولا كبيرا في روسيا ، وكان جده قد قدم للمحكمة بتهمة خيانة الأمانة فتم سجنه في زمن ستالين ونفي بعد ذلك الى أوكرانيا ، كذلك رئيس الوزراء في حكومة أوكرانيا الحالية وأسمه (دينيس أشماهول) ، هو الآخر يهودي صهيوني يحمل الجنسية الأسرائيلية! ، وأيضا هناك عشرة وزراء آخرين في الحكومة يحملون جنسية أسرائيل! ، كل هؤلاء متعاونون مع المجموعة النازية الجديدة التي تناصب العداء لروسيا الأتحادية وهم يتباكون على السامية ويسعون لجعل أوكرانيا حلقة في السلسلة الأمبريالية والصهيونية العالمية)). هذه هي صورة المشهد بين روسيا وأوكرانيا ، فهل يلام القيصر بوتين على ما أقدم عليه؟؟ ، ومن الذي يأمن هكذا شر موجود بالقرب منه ومرتبط بعلاقات وثيقة مع أمريكا وأسرائيل والصهيونية!!؟. من جانب آخر أن العالم كله يعرف بأن أمريكا هي عنوان للشر والعدوان على الشعوب وعنوان للدمار والخراب وزرع الفتن وخلق الحروب الأهلية والعرقية والطائفية ، وأينما حلت ووجدت جلبت معها الشر والخوف والقلق ودوخة الراس! ، فلا خير يرتجى منها ولا أمان لها أبدا، والحقيقة التي يعرفها كل العالم والتي تعرفها أمريكا نفسها! أنها دولة مكروهة من قبل كل شعوب العالم! ، لتاريخها المخزي والمشين والملطخ بالدم والجرائم والتآمر وأضطهاد الشعوب بسبب القتال والحروب التي تخوضها من أجل السيطرة على العالم بلغة القوة والبلطجة والأبتزاز والتي لا تعرف غيرها وبسبب سياسة التدخل بالشؤون الداخلية لكل بلدان العالم التي تنتهجها ، فهي تعطي لنفسها الحق بالتدخل في شؤون كل دولة من دول العالم صغرت أم كبرت!. . وقد كشفت أمريكا عن وجه الشر الذي بداخلها وأنكشفت أكثر أمام العالم منذ تفردها بالسيطرة على العالم بعد أن أزاحة عقبة الأتحاد السوفيتي من أمامها بالمكر والخداع والتأمر حتى أنهياره كاملا عام 1990 ومنذ ذلك التاريخ والعالم يعيش على فوهة بركان يغلي وقابل للأنفجار في أية لحظة ، وصارت تصول وتجول بالعالم وتعتدي على هذه الدولة وتبتز تلك الدولة! بروح البلطجة وأسلوب العصابات والمافيات الشريرة ، لا أحد قادر أن يقف بوجهها بعد أن سيست كل المنظمات الدولية العالمية ! ( الأمم المتحدة ، مجلس الأمن ، وبقية المنظمات والدوائر والهيئات التابعة لها) ، فلعبت بالعالم وتلاعبت كما تشتهي ، وبما يؤمن لها مصالحا بالباطل وبالقوة والأهم في كل ذلك هو تأمين مصالحها القومية العليا ومصالح وأمن أسرائيل . ومن المفيد أن نذكر هنا ما قاله الرئيس الأمريكي بوش الأبن في تعليقه على هجوم روسيا على أوكرانيا ( بأن ما فعلته روسيا هو نوع من أنواع البلطجة!!) ، متناسيا هذا القذر الصهيوني ما فعله هو وأبوه من أعمال بلطجة بحق العراق بعد أن أحتل العراق ودمر بلد عمره 6000 سنة . أن العالم كله يعرف ويعي بأن سياسة أمريكا مع العالم تقوم على أشعال الفتن والحروب الأهلية في الدول التي تريد قلب أنظمتها وهذا ما فعلته منذ بداية عام 2008عندما أجتاحت الوطن العربي والمنطقة برمتها بما يسمى بأكذوبة (الربيع العربي) الذي قلب حال المنطقة رأسا على عقب وأحدث بالمنطقة العربية زلزالا عنيفا لازالت تداعياته وأثاره باقية لحد الآن وستبقى لسنوات قادمة!. ويكفي أن نرى ما فعلته أمريكا في العراق وسوريا ولبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان وما جرته على شعوب هذه البلدان من ويلات وكوارث. والادهى والمؤلم في سياسة أمريكا هذه التي تقوم على البلطجة والتعدي على حقوق الآخرين أن الكثير من دول العالم تشاركها كل جرائمها بحق البشرية وأولهم بريطانيا المعروفة بخبثها ومكرها وفرنسا صاحب التاريخ الأسود المخزي بالعار، فرنسا المعروفة بقسوتها وأضطهادها لشعوب البلدان التي أحتلتها كما فعلت في الجزائر والمغرب وتونس ومصر على مدى أكثر من 130 سنة! ، وكما تفعله الآن في شعوب أفريقيا مثل نيجيريا ومالي والسنغال وبقية البلدان الأفريقية ، وطبعا معها أسرائيل والصهيونية العالمية التي تلعب دورها بكل خبث ودهاء بل هي من تحرك هذا المشهد اللاأنساني من خلف الستار! ، وأيضا بقية دول الغرب بما فيهم أوكرانيا هذه التي تخوض الحرب ضد روسيا فسبق لأوكرانيا أن شاركت أمريكا بغزو العراق عام 2003 !!. أقول عذرا نحن العراقيين تحديدا لنا ثارات مع أمريكا فنحن من أكتوى بنار تدخلها بشؤوننا الداخلية وتغيير أنظمة الحكم عندنا منذ عام 1963! من القرن الماضي ، حيث خططت ودبرت ومكرت وتعاون معها من تعاون من عملاء وأقزام من الداخل والخارج ومن الدول الأقليمية ومن دول الجوار، من أجل قلب نظام الحكم الوطني بالعراق ( نظام الزعيم عبد الكريم قاسم) ، الذي هدد فعليا المصالح الأمريكية والغربية بالمنطقة ، وكان لها ما ارادت وأستطاعت أن تسقط النظام الوطني وتلطخت يداها ويد من نصبتهم من عملاء بدم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم . هذه واحده من ذكريات الثأر الذي بيننا ، ناهيك عن المجازر والخراب الذي أحدثته بعد ( دكة الكويت) عام 1990 وقتلها جنودنا العزل المنسحبين من الكويت ومجزرة العامرية التي أهتز لها عرش السماء وضمير العالم ألا ضمائر الحكام الأمريكان، وثأر الحصار الظالم الذي فرضته علينا ، والذي ترك آثار نفسية وأجتماعية وفكرية وأخلاقية وتربوية لدى المواطن العراقي الذي أصابه التصدع والأنكسار والخلل والتغيير والتبدل فسقطت بسبب هذا الحصار الظالم المنظومة الأخلاقية والتربوية لدى الكثير من العراقيين ومع الأسف! . أن ثاراتنا كثيرة وكثيرة ومتعددة ضد الأمريكان ، وآخرها ثارات شهداء أنتفاضة تشرين الذين سقطوا من أجل أعادة وطنهم ، حيث لعبت أمريكا كعادتها دورا قذرا وأصطفت الى جانب الباطل وكان لها دورها الكبير بالقضاء على الأنتفاضة تارة بالتعتيم عليها أعلاميا أمام العالم وتارة بغضها النظر على طريقة وقسوة قمعها من قبل الحكومة!. بأختصار بسيط أن أمريكا تقلب وتقضي على الأنظمة التي تتضارب مع مصالحها ولا تتفق مع سياساتها العدوانية واللاأنسانية والأمثلة كثيرة وعديدة بذلك ، حتى صار يقينا لدى عامة الناس أن كل من تحاربه أمريكا وتناصبه العداء هو نظام وطني!. وبالنسبة لنا نحن العراقيين والعرب عموما المستضعفين بسبب حكامنا وجورهم وعمالتهم لأمريكا ، وبعد أن أسقطوا بيدنا كل شيء لم يبق لدينا ألا الدعاء وأنتظار حل السماء الذي يسلط على أمريكا من هو أقوى منها ليخزيها ويكشف جبنها وعارها وليظهرها أمام العالم بأنها لا تعدوا ألا نمرا من ورق عندما تحق الحقيقة وتواجه خصما قويا مثل روسيا والصين! وأنها لا تقدر ألا على الشعوب الضعيفة من أجل أن تستغلهم وتبتزهم وتنهب ثرواتهم وحتى هؤلاء لا تقدر عليهم ألا بالمكر والخديعة وتجنيد العملاء وزرع الفتن وأشعار الحروب الأهلية والطائفية وضرب نسيجهم الأجتماعي كما فعلت مع العراق منذ أن أحتلته عام 2003 ولحد الآن . لا أنكر فرحي الكبير بصورة الموقف من النزاع بين روسيا وأوكرانيا والذي بدى فيه قيصر روسيا القوي بوتين وهو يهدد أمريكا وكل من معها أن هي تدخلت بالحرب بينها وبين أوكرانيا بشكل مباشر! ، الشيء المفرح في صورة المشهد أن بوتين لم يأبه ولم يحرك طرفة عين أمام كل ما هددت به أمريكا وحلف الناتو! ، والمفرح أكثر والذي أثلج صدورنا أن بوتين كشف حقيقة جبن وضعف وتردد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبقية دول الشرالتي تدور مع فلك أمريكا وتحداهم أن أستطاعوا منازلته! ، معتبرا أن أمن أوكرانيا هو أمن روسيا ومن يحاول المساس بأمن روسيا عليه أن يتهيأ لحرب عالمية ثالثة!. أخيرا أقول: رغم أن السلف الصالح قد نقل لنا بأن الشماته حرام ولا يجوز على المسلم الشماته! ، ألا أن الرسول العظيم عليه وعلى آله وصحبه أفضل السلام كان يدعوا الله قائلا ( اللهم لا تشمت الأعداء بي) ، فأمريكا عدوة العراق وعدوة العرب أن لم تكن عدوة الأسلام فمن حقنا أن نفرح ونشمت بها ونحن نراها في موقف الضعيف الجبان أمام العالم! ، فهذا هو قيصر روسيا فأين أنت ياأمريكا؟!.