23 ديسمبر، 2024 12:49 ص

هذا هو رئيس وزراء السويد القادم

هذا هو رئيس وزراء السويد القادم

أسمه ستيفان لوفين. ولد في منطقة عمالية بسيطة جنوب مدينة ستوكهولم عام 1957. كان والده كارل هدبرغ قد توفي قبل ولادته ولم تستطع والدته الحقيقية اعاشته هو واخيه الاكبر فأضطرت صاغرة الى قبول تبنيه من قبل عائلة في وسط شمال السويد وهو لم يبلغ بعد الشهر العاشر من عمره. العائلة الجديدة المتكونة من أبيه بالتبني توره ميلاندر (1926-2003) كان عاملا بسيطأ في معامل تقطيع الاخشاب اما والدته بالتبني أيريس ميلاندر (لاتزال على قيد الحياة) فقد كانت تعمل لخدمة كبار السن في منازلهم.

خلال مرحلة الطفولة والشباب نشأ على حب الرياضة وخاصة لعبة الهوكي ثم عمل كأبيه بالتبني باقتلاع أشجار الأخشاب ومن ثم عاملا بسيطا في احدى معامل تقطيع الاخشاب وعمل ايضا لفترة ما لحامأ (من اللحيم). أنظم الى الحزب الديمقراطي الاشتراكىي وعمل في النقابات العمالية المرتبطة به وفي المسائل العامة للشرائح الاقل حظا في المجتمع في مقتبل عمره وهو يقدس عائلته بالتبني وكذلك والدته الحقيقية التي التقاها لاول مرة في نهاية السبعينات هي وأخيه الاكبر بعد غياب زاد عن عقدين.

لم يستطع ستيفان لوفين وبسبب ظروفه الاقتصادية والاجتماعية اكمال تعليمه الجامعي فقد اكمل الثانوية وحسب لكنه رجل عصامي وخطيب متفوه وسياسي مقتدر و ديمقراطي قح وأنسان في منتهى التواضع. هذا هو الرجل الذي سيكون رئيس وزراء السويد القادم بعد انتخابات هذا اليوم الاحد الموافق الرابع عشر من شهر ايلول. السويد التي هي واحدة من ارقى واكثر دول العالم تقدما في مختلف الميادين.

لم يصل ستيفان لوفين الى ما وصل اليه لآنه من “عائلة كبيرة” كما هو شائع في بعض قيمنا الاجتماعية البالية والرخيصة (وكأنما العوائل الاخرى وضيعة) ولم يصل الى ما وصل اليه لانه مجاهد همام (من خلال خدمة الحكومات والمخابرات الاجنبية لالحاق اكبر الاذى بالعراقيين) ولم يدعي انه اعدم مرتين او ثلاث وهو لم يزل على قيد الحياة او لان جده كان نائبا في ايام زمان او لان ابيه شيخ عشيرة او كشوان. وانما وصل الرجل بل اوصله الشعب السويدي لانه شريف متمسك بمبادئه ولكفائته السياسية ولانه يعتز باصله الاجتماعي لايخجل منه وانما ستيفان لوفين (هكذا يسموه … لا سيد ستيفان ولا معالي ستيفان) يخجل من ان تعيش في سويد اليوم عوائل لاتستطيع اعاشة اطفالها واطفال لايستطيعون التمتع بطفولتهم بسبب منحدرهم الطبقي.

السياسيون يتسابقون هنا لخدمة وتطوير مجتمعاتهم وفي العراق يتسابق العفنون لسرقة العراقيين وتدميرالعراق. اللعنة.