6 أبريل، 2024 9:15 م
Search
Close this search box.

هذا هو ديدن التيار الصدري

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم تكن مقالاتي السابقة عن التيار الصدري اعتباطاً أو فيها نوع من القسوة ، بلْ كل ما ذكرته ملموس على أرض الواقع . فهؤلاء القوم ينظرون الى مقتدى الصدر وكأنه الوحيد الذي يملك صفة الكمال ، وغير مسموح لأي شخص ( مهما كانت منزلته ودرجته العلمية أو الوطنية ) أن يمسه حتى بكلمة واحدة . وهم يعتبرون المساس به خطاً أحمر وأكثر من أحمر ، ولا يخضع للنقد على الاطلاق . ويذهب البعض منهم الى أكثر من ذلك ، حيث يرى أنه معصوم من الخطأ وأن منزلته كمنزلة الأئمة المعصومين . ولأنهم لا يملكون الوعي الكافي وليس لديهم الثقافة التي تمكنهم من مواجهة الكلمة بالكلمة يلجأون الى الردّ العنيف واستخدام لغة الوعيد والتهديد والقمع والتنكيل وهذا هو ديدنهم الوحيد الذي لا بديل له ( كما كان يفعل صدام حسين بالضبط ) .

ولست هنا مدافعا عن النائب ( باسم خشان ) ولكن ما يجري الأن من أحداث دليل واضح على صحة هذا المقال . فالعملية السياسية منفتحة على الجميع ، والعراق للجميع وليس ملكا لأحد ، ومن حق أيّ مواطن حتى لو كان بسيطا أن ينقد أيّ سياسي أو أي مسؤول طالما أن نقده لا يتعدى حدود النقد السلمي . ومن حق الطرف المقابل أن يدافع عن نفسه بالكلمة المفيدة وبالرد السلمي أيضا ( وهذا هو ميزان الحرية الحقيقي ) . وما قام به النائب باسم خشان حق طبيعي له ولكل مواطن عراقي في التعبير عن وجهة نظره الشخصية ، وقد تكون صحيحة أو خاطئة . حيث أن هذا الرجل عبّر عن قناعة بأنّ ادعاء مقتدى الصدر حول الاصلاح ادعاء كاذب ولا ينسجم مع واقع التيار الصدري المفعم بالفساد . وكان الأجدرُ بمن ينادي الى الاصلاح أن يردّ على النائب باسم خشان الردّ الجميل المهذب الذي يليق بحقيقة الاصلاح . ولكن القوم لا يفقهون معنى الاصلاح ولا يفهمون ( الحرب بالكلمات) لأن اديولوجيتهم بنيت على شلالات من الدماء وعلى جماجم الأبرياء وعلى أصوات تفجير البيوت وعلى قصص الخطف المأساوية . ولهذا فانهم انتفضوا بكل جماحهم وغضبهم وعنجيتهم وغطرستهم ، وكانت لغة التهديد وسيلتهم الوحيدة للدفاع عن فرعونهم ( مقتدى الصدر ) .

لا احد من العقلاء يقبل مثل هذا التصرف الأحمق الذي قام به رعاع مقتدى الصدر من أمثال عواد العوادي ومها الدوري ( المعروفة بزعيقها ونهيقها ) . فهذا التصرف المخجل يعجلُ بالعراق نحو الهاوية السحيقة ويرجعنا الى أيام الدكتاتورية المطلقة . ولو كان مقتدى الصدر يسعى الى الاصلاح ( قولا وفعلا ) لرفض مثل هذا السلوك غير الأخلاقي ، وعالج المشكلة بالعقل الحكيم الراجح بدلا من اشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد . واذا كان مقتدى يرى نفسه مرسلا من السماء عليه أن يقتدي بأخلاق الأنبياء والرسل الذين تحملوا الكثير من ظلم وقسوة أقوامهم ( كما ذكرت قصصهم في القرآن الكريم ) وعليه أن يقتدي بالامام علي بن أبي طالب ( ع ) الذي لم يواجه الاساءة بالاساءة ، بل لم يسمح لأصحابه بالانتقام من الذين كانوا يسبوه ويشتموه علنا وهو خليفة المسلمين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب