23 ديسمبر، 2024 2:08 م

هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين

هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين

كل الأديان والطوائف, لها من الأيدلوجيات ما يمكنها من ترسيخ وجودها, لذلك تسعى دائماً إلى تقوية الحجج عندها لتكون دامغة, وتعمل على تطوير أساليب الإقناع لديها لضمان وجودها, غايةً منها لكسب الكم بعيداً عن النوع, وَ ” كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ” (32) سورة الروم.
إلا نحن الشيعة ! لم نختلق الحجج, ولم نأتي بالبِدع, وذلك لأننا كما قال أمامنا الصادق (عليه السلام):”نحن أصحاب الدليل أينما مال نميل” نحن نبحث عن الدليل, لا نبتدع الدليل, وهذا هو ضمان إستمرارنا, وصلابة عقيدتنا, وقوة منطقنا, لم ندعُ يوماً إلى التشيع, بل كنا ندعو العالم إلى الإسلام, عن طريق التشيع, فلأننا دائماً مظلومين, لم نكن ولن نكون ضعفاء, بل هي إرثُ أئمتنا (عليهم السلام), ومصداق براءتنا, وسرُّ شهرتنا.
تحظى المنابر والمجالس عندنا, من القدسية والتعظيم في نفوسنا, ونوَّليها إهتماماً بالغاً, حتى أتُهِمنا بالشرك من قبل أعدائنا في الدين,و أعابونا المنصفين, من أخواننا في الدين, الذين هم (أنفسنا),فتوارثت الأجيال تلو الأجيال, الجلوس تحت هذه الأعواد المقدسة والمجالس العامرة, ولم تُسمَع يوماً من هذه المنابر, كلمةً قذرة مثل (التكفير) أو (التحريض على القتل) أو (ذبح البشر على الطريقة الإسلامية)! وغيرها, لأن هذه المنابر حسينية تنبعُ من تلك الدمعة المباركة, التي نزلت من عين أمامنا الحسين (عليه السلام) حزناً على أعدائهِ, لأنهم سيدخلون النار بمقتلهِ, لم تعجبهم هذه العين, فأطفئوها بالسهام والنبال, وهم يكبرون ويهللون.
أتعلمون ما نسمع تحت منابرنا الحسينية؟ نسمع أن رسولنا الكريم رسول الرحمة(صلوات ربي وسلامه عليه وآله) قد عفا عن رؤوس الشرك والنفاق, بعد أن ضفر بهم, وقال قولته الشهيرة “أذهبوا أنتم الطلقاء”, كما إننا نسمع أيضاً عن عفو أمير المؤمنين أبا الحسن علي(عليه السلام) عن مروان بن الحكم, أكثر من مرَّةٍ, وقد قاد الجيوش الجرارة والظالمة لحربه في البصرة, فعفا عنه حين وقع أسيراً في قبضته, وتركه مع علمه بأنه سينظم إلى معاوية ويحاربه في صفين, وقد فعل ذلك.
مروان بن الحكم, ألد أعداء أهل البيت(عليهم السلام) حيث أشار على الوليد عامل يزيد بن معاوية في المدينة, بقتل الحسين (عليه السلام), وهو من شمت بمقتله, ومع ذلك كله لم يجد مروان بن الحكم, أحداً يحمي عياله ونسائه, غير الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين, وذلك يوم ثأر أهل المدينة ضد الأمويين, فضمهم الإمام إلى عياله, وكل ذلك ليس غريباً على من إجتباهم ربهم, وخصهم بالكرامة والعصمة والطهارة.
 كما عودتنا هذه المنابر, على ختم مجالسها بشيءٍ من عاشوراء, لتغترف الأجيال من علقمها العِبرَة والعَبرَة, وتستلهم دروس الشجاعة والتضحية من أجل الإسلام, لقد أنتجت لنا هذه المنابر المنيرة, حشداً بمختلف الأجيال التي تربت على هذه الروايات, وتغذت من صفات أئمتها الأطهار,ليترعرع في جبهات القتال, ليسطر أروع الإنتصارات,
هذا هو حشدنا, فأتوا بحشدكم إن كنتم صادقين.