في أعقاب عدم تحقيق أية نتيجة في الجولة السابعة من محادثات فيينا وإعتبارها کسابقاتها فاشلة وغير مجدية، فإن إعلان الحرس الثوري الايراني يوم الثلاثاء الماضي عن إطلاق صواريخ كروز خلال مناورات عسكرية وتدمير أهداف بحرية وبرية ثابتة ومتحركة، بواسطة طائرات مسيرة هجومية، تصرف وإجراء لايمکن أبدا عزله بمسار المحادثات النووية وأمور أخرى عالقة بين النظام الايراني وبين المجتمع الدولي.
صواريخ کروز التي تم إطلاقها خلال مناورات عسکرية کما أوردت وکالة تسنيم الايرانية المقربة من الحرس الثوري التي أضافت فيما يشبه بإستعراض للعضلات أمام المجتمع الدولي عموما ودول المنطقة خصوصا بأنه:” خلال هذه المناورات، نجحت الطائرات المسيرة الهجومية في ضرب وتدمير أهداف برية وبحرية ثابتة ومتحركة، والتي تم رسمها وفق سيناريوهات معقدة” وتابعت هذه الوکالة وهي تشير الى إحتمال حدوث عمليات إنزال ضد اۆلنظام بقولها: “في اليوم الثاني من المناورات نفذت عمليات الدفاع عن الشواطئ وعمليات دفاع ثابتة ومتحركة لمواجهة أي إنزال”، ومع إن مساعد القائد العام للحرس الثوري لشؤون العمليات العامة العميد نيلفروشان، قد قال بأن هذه المناورات جارية في سياق رفع مستوى الاستعداد القتالي للحرس الثوري، وإن”رسالة هذه المناورات هي الدفاع وصون أمن إيران القومي “ولجيراننا السلام والصداقة والأمن”، لکن لايبدو إن المجتمع الدولي عموما ودول المنطقة خصوصا تحمل تصريحات هذا المسٶول في الحرس الثوري على محمل حسن، ولاسيما وإن لهذا النظام تأريخ وسجل حافل في القيام بعمليات إستعراض عضلات من أجل تهديد بلدان المنطقة وبشکل خاص بعد أن باتت الاوساط السياسية والاستخبارية الدولية تشير الى إحتمال إتخاذ خيارات أخرى ضد هذا النظام في حال فشل المحادثات النووية معه.
القادة والمسٶولون في هذا النظام الذين دأبوا وبصورة مستمرة على إطلاق تصريحات ومواقف تٶکد حسن نواياهم تجاه أمن وإستقرار بلدان المنطقة وإنهم يحرصون على کل مافيه خير بلدان المنطقة، لکن وفي نفس الوقت ومع المٶشرات المختلفة التي أکدت عمليا ليس على عدم ثقة حکومات بلدان المنطقة وإنما شعوبها بهذا النظام وإن الانتخابات الاخيرة في العراق والتي منيت بها القوى العميلة التابعة لهذا النظام وکذلك المواقف الشعبية الللبنانية الرافضة لدور النظام الايراني ولأداته حزب الله اللبناني، يدل على إن هذا النظام قد أصبح معروفا أمام العالم عموما وشعوب المنطقة خصوصا وإن تصريحاته ومواقفه المصطنعة التي يٶکد فيها على السلام والصداقة والامن لجيرانه، لم يعد يصدقها أحد وينظر إليها کمجرد نقر على طبل مثقوب!