ثقافة العراق واحدة من أقدم الثقافات في العالم تاريخياً. والعراق هو المكان الذي يطلق عليه قديماً بلاد ما بين النهرين، وموطن نشأة الحضارات، والتي تركت أثرها الواضح على حضارات العالم في اختراع الكتابة، وتخطيط المدن، وتطور علم القانون، والعراق لديه تراث غني جدا. وارض الرافدين ولادة للشعراء، والرسامين والنحاتين والعلماء من بينهم الأفضل في العالم العربي، وبعضهم على المستوى العالمي. وتتميز بعض مناطقه بإنتاج الكثير من الاشغال اليدوية الجميلة، ويعتبر فن العمارة في العراق وفي العاصمة بغداد مزيجاً بين المعاصرة والتراث، مع بعض المباني القديمة الرائعة مثل شارع السعدون، وشنا شيل البصرة وأماكن أخرى في المواقع القديمة والحديثة في مختلف أنحاء العراق ، وعمل العراقيون على مر العصور في الزراعة والتجارة وغيرها ، ويحتفل ابناءه بإنجازات ماضيه في العصر البابلي والآشوري حيث تؤكد الآثار عن حضارة عريقة سادت ثم بادت في وادي الرافدين، وتضم المتاحف العرقية ومتاحف العالم الكثير من آثار الآشوريين والسومريين في العراق، ولقد تغير هذا بعد غزو العراق عام 2003 حيث تعرضت معظم آثاره للتخريب والسرقة أو التحطيم ، وكذلك من قبل عصابات داعش الإرهابية التي اطبقت أخيرا على الكثير من اثاره .كان العراق يوما مهد الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين حيث اختراع الكتابة والعجلة وغيرها من العلوم والثقافات الإنسانية ، واكتسبت دول الغرب في حينه الكثير من علوم هذه الحضارة حتي في الحقبة اللاحقة في عهد الحضارة الإسلامية أيام الخلافة العباسية لما كانت بغداد على رأس الحضارات في ذلك الحين إذ بلغ العراق العصر الذهبي في العهد الإسلامي حيث انتشرت المدارس والجامعات الإسلامية في بغداد وصارت قبلة للعالم من حيث التطور العلمي والثقافي وازدهار العلوم والاكتشافات المنوعة على كافة الأصعدة الميدانية، في علم الفلك والرياضيات والطب والبصريات والكيمياء والتاريخ والفلسفة وغيرها، وأنتشر وذاع صيت علماء بغداد في كافة انحاء العالم، خصوصا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.
هذا هو تاريخ بلدنا الحضاري الذي تدين له معظم الأمم،الان تخطط له جهات معروفة لتدميره ؟! يساعدها الوضع المأساوي في العراق الذي فتح شهية الأعداء للانقضاض عليه..ان معظم الأحزاب لا يعنيها الامر، وان المليشيات التي تحمي المفسدين والسراق وتقتل وتخطف هي من تعمل لتحقيق مخططات الأعداء ،هل يعقل ان نخسر العراق وهو حاضرنا وماضينا. ؟ بأيدي أرذل البشر! الإحصاءات العالمية تشير ان العراق بلغ من التدهور مرحلة خطيره وصنف في ذيل الدول الأكثر سوءا بسبب سياسات الوزارة السابقة التي امعنت بعذابات شعبنا وتسترت على سراق المال العام وانجزت تخريب ودمار للعراق وشعبه ، ولم تكتفي ذيولها الان من وضع الأحجار والمصدات في طريق الإصلاح واستخدمت هذه المجموعة اساليب رخيصة تنم عن معادات شعب يتظاهر يوميا للمطالبة بحقوقه ومحاسبة المقصرين والمفسدين. هذه الشرذمة تسعى الان لإحباط المظاهرات المليونية التي حاصرتهم حتى يتسنى لهم التملص من الحساب ، ان هذه حقيقة ليست خافية على احد فقد اكدتها الكثير من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وحقوق الانسان .
شعبنا يعاني الان الكثير من البطالة ونقص الغذاء والحاجة واْلام النازحين وفقدان الخدمات ، والفقر ، والفساد ، والسكن ، والتشرد ، بالإضافة الى القتل والاغتيالات والخطف والسرقة ، من قبل المليشيات والعصابات المنظمة .
ومع ذلك الشعب مصر على مقاومة الحيتان وقادة الفساد ودعم التظاهر والانتفاضة وهو صامد حتى سقوط سراق الشعب وطردهم من المنطقة السوداء [email protected].