22 نوفمبر، 2024 5:27 م
Search
Close this search box.

هذا هو الحل الأمثل

ليس من الصعب في بلد مثل العراق أن يخرجَ من أزماته الحالية بحلولٍ تتناسبُ مع مكانته الحضارية العريقة وخزينه الهائل من الثروات الطبيعية والبشرية . فهذا البلد الذي يملك كلّ مقومات النهوض يستطيعُ باقتدار تام أن يتجاوز الفوضى العارمة وأن يعبرَ الى برّ الأمان . وأوجز أدناه بعض النقاط التي أراها مناسبة للحل الأمثل :

أولا : تكوين كتل سياسية تضمّ نخباً وكفاآت من مختلف أطياف الشعب العراقي – بعيدا عن المُسميات الفئوية والطائفية والعرقية – لها القدرة على رسم خارطة طريق واضحة المعالم وفق رؤى وطنية محضة وبرامج علمية مدروسة . على أن تكون لهذه الكيانات أديولوجية سياسية وفكرية ثابتة مرتبطة بمصلحة البلد وتعزيز دوره الاقليمي والدولي . ولا يسمح اطلاقا لأي عضو من أعضائها الخروج عن روح المواطنة الى أجواء أخرى ملبدة بغيوم الطائفية أو العرقية أو الفئوية الضيقة . ويكون التنافس بينها وفق البرامج الانتخابية التي لابد أن تلتزم بها الكتلة الفائزة .

ثانيا : اعتبار البلد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه فوق أي اعتبار آخر ، ويكون هذا الأمر شعارا نظريا وعمليا يلزمُ جميعَ الأعضاء على الايمان به وتطبيقه تطبيقا شريفا طاهرا ، ورفض جميع التأثيرات الخارجية السرية والعلنية – مهما كان مصدرها وحجمها – ويكون التعامل مع تلك التأثيرات وفق الاستحقاق الوطني قبل كل شيء في جلسات نقاشية يلجأ اليها الكيان في اجتماعاته الدورية . والذي يكسرُ هذه القاعدة لا وجود ولا مكان له ضمن الكيان ، ويتم تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى .

ثالثا : تعديل الدستور العراقي من قبل خبراء أكفاء لهم باعٌ طويل في هذا المجال ، وتخليصه من القنابل الموقوتة والألغام المزروعة في فقراته . ومن ثم عرضه على كبار الأساتذة والعقلاء من ذوي الشأن لمعرفة خلوه من أي خلل أو نقص أو عيب ، وبعدها يصارُ الى التصويت عليه من قبل الشعب للمصادقة عليه .

رابعا : الغاء القوانين التي من شأنها اثارة ردود أفعال عكسية من قبل بعض المواطنين مثل قانون ( المسآالة والعدالة ) واعتماد مبدأ جديد بمحاسبة المسيئين فيما لو صدرت منهم أية اساءة مستقبلا . وجعل الوطن حضنا دافئا لجميع أبنائه بلا تمييز وبلا تهميش وبلا تهديد وبلا وعيد .

خامسا : فسح المجال لأي عراقي – بغض النظر عن انتمائه الطائفي والعرقي – لتسنم أي منصب من المناصب الرئاسية أو المناصب الأخرى طالما أنه يملك المؤهلات الضرورية لمثل هذه المناصب . وتخليص العملية السياسية من توزيع المناصب على هذا الطرف وذاك وفقا لتقسيمات ( بريمر ) الخبيثة .

سادسا : تثقيف المواطنين ثقافة وطنية خالصة من أجل نزع فتيل الأزمات والتناحرات المجتمعية الناتجة عن غياب الوعي الوطني والانزلاق في المنحدرات الدينية و المذهبية ومنحدرات التعنصر القومي التي أحرقت الأخضر مع اليابس بدون تمييز . وجعل العراق الواحد المُوحّد رمزاً للثقافة الجديدة .

سابعا : فرض رقابة صارمة على الأروقة الدينية والعرقية كافة – بمساجدها وجوامعها ودورها الثقافية ونواديها المتنوعة وقنواتها الفضائية وصحفها – ليس من باب تشديد الخناق عليها ، وانما لمنعها من ترويج أي خطاب ديني أو مذهبي أو عرقي يساعدُ ولو بنسبة ضئيلة جدا على تمزيق وحدة الشعب وتعريضه الى التناحر من جديد .

ثامنا : تعزيز الثقة بين المسؤولين وأبناء الشعب عن طريق المكاشفة بكل الأمور ، والايفاء بالوعود ، والابتعاد عن تحقيق المكاسب الشخصية ، وأن يكون المسؤول القدوة الحسنة لمن يأتمرون بأمرته وفق منطق القانون وليس من باب العبودية أو التملق .

تاسعا : أن تكون الواجبات والحقوق لجميع أبناء البلد متساوية ، ويكون ميزان التفاضل بينهم على أساس حجم الوطنية وحجم الانتماء للوطن ومقدار العطاء الذي يقدمه أي فرد للوطن .

أحدث المقالات