19 ديسمبر، 2024 2:59 ص

هذا نهجنا وأخلاقنا … سيدي وزير الخارجية

هذا نهجنا وأخلاقنا … سيدي وزير الخارجية

لم أطلب من المستخدم المحلي الفلبيني الذي يعمل في مقر بعثة السفارة العراقية بمانيلا عاصمة الفلبين أن يعتنق الإسلام أو أن يكون سنياً أو شيعياً فقط قلت له :هذه هي أخلاقنا وتربيتنا التي تربينا وترعرعنا ونشئنا عليها أنها أخلاق الرسول العظيم (ص)عندما صافح أحد المؤمنين فوجد في يده خشونة من عمله وكده, فقال: هذه يدُ يحبها الله ورسوله!.أنها مدرسة امام المتقين صوت الضعفاء ونصير الفقراء علي أمير المؤمنين (ع)وكفى به رمزاً عملاقاً وهو مسجى على فراش المنية يوصي اولاده بقوله :أطعموا وسقوا قاتلي ,هذا نهجنا ومنهجنا لا نعرف التصنع والتكلف لأن الخلق الرفيع معجون بسجيتنا ولأننا نحترم الجميع وفق إنسانيتهم واختلاف هوياتهم ,أن فينا الحسين …الحسين صاحب القلب العطوف المتألم على معسكر قتلته وهم سيدخلون النار لبغيهم عليه وأنتهاك حرمته,بدأت الحادثة عندما اقترحت على رئيس الوفد وهو أخ كبير وجليل القدر ,بأني سأبادر بتقديم هدية للبستاني الذي يعمل بانتظام وبمثابرة لا يعرف الملل والكلل فوافقني الفكرة دون تردد فأشرت عليه أن أبعث بباقة ورد …فالورد لغة تدل على السلام والمحبة وأقدمها له في حفل التوديع الذي يقام في نهاية عملنا المكلفين به ,كما أنها ستترك أثر نفسياً في وجدانه وقلبه وفي نفس الوقت نريد أن نرفع من مكانته ضمن الطاقم الذي يعمل به في مقر البعثة أمام أقرانه من مستخدمين المحليين الفلبينيين الذين ينظرون اليه بنظرة فوقية ودونية كونه بستاني,وفعلاً كانت الحفلة بسيطة بمظاهرها لكنها عميقة برسالتها التي حملت أروع مضامين الإحساس بالإنسانية ,أقسم بالله وبالأيمان المغلظة وبتجرد عندما اخبروه أن يتفضل ليتسلم باقة الورد نضير جهوده المتميزة اجهش بالبكاء وقال أنا (المقصود) فعلاً أم انكم تمزحون,نعم هذه ترجمة لرسالة السماء التي صنعت الانسان بعد الضياع ,أن لإسلام الصحيح أسلام العفو والسماحة والستر وحماية الاعراض والمقدرات ,أردت بهذه المبادرة المتواضعة عسى أن أترك بصمة في تاريخه سيتحدث بها لأطفاله ولأبناء جلدته جيلاً بعد جيل أن العراقيين إنسانين أصحاب حضارة وتاريخ يفتخر به ,وليس كما يشاع عنهم أنهم قتلة ولا تأخذهم رأفة بالإنسان لما يقومون به من جرائم,هذه التصورات تولدت لديهم بسبب التغيب الاعلامي الرديء الدنيء تارة ,ولم يجدوا بساطة وصدق وأخلاق ألإسلام المحمدي لمن يدعي الإسلام وأفعاله تناقض كلامه تارة أخرى,لقد وجدوا أقوام مسخها الله

لسوء افعالهم ليس لديهم أية وظيفة يمارسونها سوى قتل الناس واغتصاب أعراضهم واستباحة مدنهم أعطت المبرر لهم بأن ينسجوا صورة مغايرة عن الواقع في ذهنهم ,أن خطنا خط القيم والمبادئ السامية التي حررت الناس من عبوديتهم المظلمة ونقلتهم للنور وللهداية رفعت بلال الاسود وسلمان الفارسي وعمار أبن ياسر وآخرين من المستضعفين لمنازل رفيعة في المجتمع الاسلامي لا للونهم ولهويتهم وإنما لثباتهم لما لا عانوه من الآلام ولخلقهم وإنسانيتهم التي كانوا يتعاملون بها مع الناس ,هذبهم وشذبهم الرسول (ص)وهو يقول :إن أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا ,أن عفونا عن الاساءة ليس ضعفاً أو خوفاً أنما هو حكمة لمن يفهمها وقول الشاعر : ملكنا فكان العفو منا سجيـــة,فلما ملكتم سال بالدم ابطــــــح,وحللتم قتل الاسارى و طالما ,غدونا عن الاسرى نعفو و نصفح ,و حسبــــكم هذا التفاوت بيننا,و كل انــــــاء بالذي فيه ينضح, نعم لن نسيء ونغدر لأننا ننتمي لبيت النبوة الاطهار …بيت المواثيق والعهود والعفة والطهارة والرحمة,بيت يضم جميع الناس فهم مدرستنا التي شربنا من مفاهيمها الاحترام والتقدير وعلمتنا معنى التعامل مع الانسانية ,

أحدث المقالات

أحدث المقالات