23 ديسمبر، 2024 12:59 م

هذا ما فعلوه بالعراق منذ عام 2003!

هذا ما فعلوه بالعراق منذ عام 2003!

من الواضح أن الرؤوس الفارغة التي تتحكم بالمشهد السياسي لا تسمع سوى صدى صوتها, رؤوساء الكتل وصراعهم المحموم على الكراسي, كأنهم ديكة متصارعة تقاسموا كعكة طبخها بأحتراف بول بريمر, ورضوا بدستور كتب على العراق التقسيم والمحاصصة, وصار كل كيان دولة داخل دولة, أمتيازات وأستحقاقات ووزارات وكأنهم جنهم إذا ما سُئلت هل أمتلأت فتقول هل من مزيد!
هذا هو الواقع المفروض والمواطن بين خيارين كلاهما مر , أذا تحدثت فأنت بعثي حتى لو تفنن صدام وحزبه بثرم أهلك وأبناء عشيرتك, وأذا رضيت بالواقع والتزمت الصمت فما عليك سوى أن تتجه لدائرة الطب العدلي لأستلام جثمان ذويك من الشهداء الذين مزقتهم الانفجارات, ولن تستلمهم حتى تدفع 40 الف لوزارة الصحة كأجور فحص, للتعرف على بقايا الشهيد! ثم تدفع مصاريف أبنك على الجبهة فالحشد بلا رواتب (والكراوي على اهل المقاتل)!
جيوش العاطلين عن العمل تعج بها شوارع بغداد وعموم المحافظات, فالمقاهي قد امتلأت بالرواد من الخريجين, وحملة الشهادات يحزمون حقائبهم بعيدا عن بقايا وطن, وفرقاء المشهد السياسي تتجاور شركاتهم وقصورهم في بغداد ولندن, فبينما تفرقهم طاولة السياسة, تجمعهم المصالح والقصور والبنوك.
الفساد الإداري ينخر أروقة الدولة, بل قد أوشك على الأنتهاء منها, فالمدراء التابعين للكتل والأحزاب قد أختنقت بهم الوزرات, مثلما أختنقت البنوك بثرواتهم, وأختنق المواطن وضاق ذرعا بحكام يتفننون بإذلال شعبهم.
معظم المدراء وحاشيتهم غير قابلين للتغير, الا بعد أن يتنحى الوزير التابع لكتلة ما ويستلم وزارة أخرى في الانتخابات المقبلة, فالوزير والمدير ومساعد المدير تابعين لحزب واحد وكتلة واحدة, والبيع والشراء يتم بصفقة واحدة, والا فأن العملية السياسية لن تسير بشكل صحيح, وأذا لم ينتقل كل هؤلاء لوزارة أخرى سيغضب الشركاء في الواقع السياسي, وتتوقف العملية السياسية العرجاء عن العمل, لتصاب بالشلل والعمى كما هوحال الطغمة التي تمسك برقاب العراقيين وتجيد حصد أرواحهم!
سياسية تكميم الأفواه هي الأخرى قائمة على قدم وساق منها بطرق قانونية, بين مطرقة هيئة الأعلام والاتصالات, ومنها ماهو (جوة العباية) فسيارتين وبضع رصاصات كفيلة بإخماد الاصوات!
في حديث بين دار في مجلس الشاعر ابو افراس الحمداني بين أثنين من الفقهاء, ” ثما ماذا يا أبا اسحق؟ ثم يزيلون الكناسة القديمة, ويأخذون مساليب الحكم” تلك هي بأختصار قصة الكرسي العقيم, الذي يحصد أرواحنا من زمن اخو هدلة وأهلنا في
المعتقلات مرورا بالعتاة الجدد ومافعلوه من 2003 وحتى الآن, سؤال لكل من يهمه أمر العراق متى تزيلون الكناسة القديمة؟