10 أبريل، 2024 8:17 م
Search
Close this search box.

هذا ما شاهدتهُ اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

ربّما يتصورُ البعض أن مقالي هذا من باب الطعن بقائمة أو كتلة ما ، وربّما يرى البعض أن مقالي يدعو الى السخرية ، وربّما يجدني البعض مُبالغاً في ما سأذكره ، وربّما ، وربّما ….. ولكلّ قارئ حرية الاعتقاد والتفكير . وأودّ هنا أن أقول بكل وضوح أنني لستُ صحفيا أو اعلامياً ولست مكلفاً بأي تكليف رسمي أو غير رسمي لمراقبة المشهد الانتخابي في بعض المناطق القريبة من سكني في جانب الرصافة من العاصمة بغداد . ولكن المشاهد المؤلمة التي شاهدتها بنفسي دفعتني للكتابة ونقل الحقيقة للقارئ الكريم . فالمعروف ( شرعاً وقانوناً وأخلاقاً ) أن المواطن يملكُ الحريّة الكاملة لاختيار القائمة التي يؤمن بها ولاختيار المرشح الذي يعتقدُ أنه الشخص المناسب . كما أن الوقت الممنوح من قبل مفوضية الانتخابات للمرشحين قد انتهى ولا يحق لأّي مرشح بعدَ الساعة السابعة صباحاً من يوم الجمعة الموافق ( 11 / 5 / 2018 ) بالترويج لنفسه أو لقائمته ، أوْ حتى التأثير على الناخبين أثناء عملية التصويت ، ويُعتبرُ هذا الأمرُ مخالفة صريحة لتعليمات المفوضية .

المشهدُ الأول : خرجتُ من بيتي متجهاً الى المركز الانتخابي الذي سأصوتُ فيه ، وكنتُ أحملُ في رأسي اسم القائمة المقتنع بها واسم المرشح المقتنع بهِ بعدَ تمحيص وتدقيق وغربلة لجميع القوائم والأسماء الى أن وصلتُ بقناعتي التي لا يمكن تغييرها الى القائمة المرضية والى المرشح المرضي . وأثناء اقترابي من المركز الانتخابي رأيت بأمّ عيني بعض الأشخاص هنا وهناك يحثون المواطنين ( ومنهم أنا كاتبُ المقال ) على التصويت لقائمة ما ، ومحاولة التأثير عليهم بشتى العبارات التي قد ينجحُ مفعولها خصوصاً مع الناس البسطاء الذين تجبرهم عواطفهم الاجتماعية والدينية والمذهبية لتصديق تلك العبارات . ولقول الحقيقة فأنا لا أعرف أولئك الأشخاص المعرفة التامة ، وهل هم من أعضاء القائمة التي يحثون الناس على التصويت لها أم أنهم من أنصارها ومؤيديها . وهل أن تصرفهم كان بإيعاز من القائمة ذاتها أو تصرف عاطفي حماسي فردي .

المشهدُ الثاني : قادني فضولي الشخصي للتجول في المناطق القريبة من سكني ومشاهدة ما يجري في المراكز الانتخابية الأخرى . وللأسف الشديد رأيت نفس المشهد الأول أيضا ، وسمعت نفس العبارات السابقة التي طلبتْ من المواطنين التصويت لنفس القائمة . اذن الموضوع ليس تصرفاً فردياً كما كنتُ أعتقدُ ، بلْ يبدو أنه تصرفُ مبرمج وفق ايعاز من جهات عليا لتلك القائمة .

المشهدُ الثالث : بالقرب من أحد المراكز الانتخابية دفعني استفزازي للجواب على أولئك الذين يحثون المواطنين للتصويت لقائمتهم ، وقلتُ لهم : ( آسف لأنني سأنتخب القائمة الفلانية والشخص الفلاني ) وكان جوابهم : ( مع الأسف عليك يا حاج ، كيف تنتخبُ قائمة الساقط فلان ، وهل نسيت ماذا فعلَ بالعراق والى أين أوصلنا هذا الذي تريدُ انتخابه ؟ ) . ابتسمتُ لهم ابتسامة مقصودة دون أن أجيبهم ولكنني قلت مع نفسي : ( الاناءُ ينضحُ ما فيه ) ثم انصرفت .

المشهدُ الرابع : الكاتبُ المحايد يجب أن ينقلَ للقارئ الأمور الايجابية مثلما يتحدث عن الأمور السلبية . وأودّ في مقالي هذا أن أسجل شكري البالغ لأعضاء المركز الانتخابي المرقم ( 108302) التابع لمركز التسجيل ( 1083) بغداد الرصافة لحسن تعاملهم مع المواطنين ولانضباطهم والتزامهم الكبير بتنفيذ تعليمات مفوضية الانتخابات . وكم تمنيت أن تكون جميع المراكز الانتخابية الأخرى مثل هذا المركز الذي وجدته بأفضل حال من النواحي الأمنية والانضباطية والأخلاقية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب