30 سبتمبر، 2024 10:33 ص
Search
Close this search box.

هذا ما سمعه الملك سلمان من دونالد ترمب .. فلا تذهبوا بعيدا !

هذا ما سمعه الملك سلمان من دونالد ترمب .. فلا تذهبوا بعيدا !

عودا على بدء .. وكما بينا في مقال سابق بخصوص المرشح الجمهوري الفائز ” دونالد ترمب ” المثير جداً للجدل والإثارة لما رافقته حملته الانتخابية النارية التي لم يسبقه بها أحد منذ أن برز الحزبين الرئيسيين على الساحة الأمريكية , والتي صال وجال وشرق وغرب خلالها هذا الرجل المهووس والمغمور , ناهيك عن نظراته وحركاته وغطرسته الواضحة , وكأن لديه ثأر حتى مع نفسه ..!, بأنه قد تأخر في اتخاذ قرار الترشيح !, أو كمن لديه أجندة تصفية حسابات حتى مع الأمريكيين أنفسهم , خاصة عندما خاض في أمور تخص الشأن الداخلي  وفتح ملفات حساسة ربما لم يتطرق لها أياً من الرؤوساء أو المرشحين السابقين على مدى سبعة عقود أو أكثر !؟, وعلى رأسها ملفات السياسة الخارجية والداخلية وغيرها من الأمور التي لا تمت لثوابت السياسة الخارجية الأمريكية المتعارف عليها , عندما هاجم حلفاء الولايات المتحدة بشكل فج وجيرانها قبل خصومها ومن لا يدور في فلكها على حد سواء . لكن يجب أن يعرف القاصي والداني وكما أكدنا في عدة مناسبات , بأن الرئيس وحده لا يستطيع أن يبت في القرارات المصيرية كإعلان الحرب أو تشريع القوانين أو إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات بدون الرجوع إلى الكونغرس الأمريكي , لكن يبدو أن الرجل تم اختياره وانتقائه بشكل حساس ودقيق كزعيم وقائد جديد لمرحة .. ما !, ربما لم تتضح معالمها بعد , بالضبط كما تم ترشيح وانتخاب وتولي الرؤوساء الذين سبقوه منذ عام 2000 وحتى عام 2016 , عندما فاز كل منهما لدورتين متتاليتين ونعني هنا الرئيس “جورج بوش ” والرئيس المنتهية صلاحيته ” باراك أوباما ” , حيث كان لكل منهما دور مرسوم لعبه ومرحلة حساسة ومفصلية في تاريخ أمريكا كان يجب على كل واحد من هؤلاء تنفيذها , وهذه الأمور بحد ذاتها معقدة جداً يطول الخوض فيها والخوص أكثر في أعماقها , لكنها كانت خطط وخرائط وضعت ورسمت ربما حتى قبل ولادة جورج بوش الجد والأب والأبن , وجد وأب أوباما نفسه, والرئيس القادم نفسه , لكنها نفذت بكل حرفية ودهاء ومهنية بحذافيرها منذ افتهال أحداث الـ 11 عشر من سبتمبر , رغم أنف العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن , والآن جاء دور الرئيس الحالي لإكمال ما تبقى منها من خطط وخرائط لا يعلمها إلا الله والراسخين من دهاقنة المحافل الماسونية والصهيونية وحتى الفارسية .
بالعودة لصلب الموضوع والعنوان الرئيسي وبعيداً عن جميع الفرقعات الإعلامية والتكهنات والتحليلات السياسية والاستراتيجية وآراء المحللين السياسيين الذين راهنوا على فوز المرشحة الديمقراطية !, لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً , وهذا بحد ذاته يعني قراءة المشهد الأمريكي بشكل مقلوب وخاطئ وغير موضوعي , وأيضاً بسبب رهان غالبية النخب على القيم والقوانين والتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان المزعومة التي يتباهى بها الأمريكيون أنفسهم وساستهم وخبرائهم وعلمائهم ودهاقنتهم الذين يديرون العالم وليس أمريكا فقط من خلف الستار وفي الغرف والدهاليز المظلمة . فوز المرشح الجمهوري الساحق أثبت بما لا يقبل الشك بأن الشعب الأمريكي المنقسم على نفسه أصلاً , استطاع السيد ترمب أن يوصل له الرسالة بشكل واضح وبدون لف ودوران عندما لعب على الوتر العنصري خاصة والاقتصادي بشكل عام , وقال بلسان أمريكي فصيح ما تود وتريد سماعه الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي بما فيهم مؤيدي وأنصار الديمقراطيين أنفسهم , وهذا هو مكمن وسر فوزه ونجاحه الذي أذهل العالم وليس الأمريكان فقط . 
ترمب المرشح ليس هونفسه الرئيس المرتقب وهذا ما أثبته خطاب الفوز , عندما غير النغمة وعزف على وتر جديد , كالعدالة والأمن لكل دول العالم المحبة للسلام , وبناء الاقتصاد الأمريكي وغيرها من الأمور التي تبعث على الاطمئنان والتفاؤل , خاصة بعد تلقيه اتصالات وبرقيات التهنئة بما فيها من الدول التي هددها بدفع أكثر من 19 ترليون دولار مقابل حمايتها كما هي المملكة العربية السعودية ودول الخايج على حد هلوساته وتخرصاته , وما تمخض بعد اللقاء بينه وبين الرئيس الأمريكي المنهية صلاحيته باراك أوباما , بأنهم سيتعاونون وسيعملون بروح الفريق الواحد من أجل أمريكا والعالم ومن أجل بقاء أمريكا قوة وامبراطورية عظمى لا تقهر … ألخ . 
أما بخصوص ما سمعه الملك سلمان بن عبد العزيز من دونالد ترمب فكان كما يلي : بحسب صحيفة الرياض السعودية اجرى الملك سلمان بن عبد العزيز اتصالاً هاتفيًّا بالرئيس الأميركي المنتخب ترامب، هنأه خلاله بالفوز في الانتخابات الرئاسية. وأكد الملك  تطلّع المملكة إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، والعمل معا لما يحقق السلم والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم، متمنيا للشعب الأميركي الصديق التقدم والازدهار بقيادة فخامته . من جانبه رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على تصريحات  مع قناة (سي ان ان ) على سؤال القناة الامريكية المتضمن عرض نص ما قاله دونالد  ترامب  حول المملكة السعودية ، بأنها تعتمد على الولايات المتحدة وجيشها ، فقال الجبير أن السعودية حليف قوي لواشنطن، وتتعامل مع الولايات المتحدة بندية، وتستطيع الاهتمام بنفسها، ولا تعتمد على غيرها ليقدم لها الدعم . واضاف الجبير خلال تعليقه على تصريحات ترامب قائلاً: عندما نعود إلى حرب تحرير الكويت، فأن المملكة كانت في الطليعة، وتحملت العبء الأكبر في حرب الخليج، أضف إلى ذلك ما تقوم به المملكة في المنطقة حاليًّا. وأشار الجبير إلى أن تصريحات الحملات الانتخابية تختلف بعد وصول الشخص إلى المنصب ومعرفته كامل الحقائق؛ فإن نظرته إلى الأمور تتغير وفقًا للحقائق وتقدير حقيقة العلاقات. و نقلت (الرياض) السعودية أيضاً عن مصدرها الملكي قوله ان  فخامة الرئيس الامريكي المنتخب عبر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على التهنئة، وعلى مشاعره تجاه الولايات المتحدة الأميركية والشعب الأميركي، مؤكدا حرصه على تطوير العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين الصديقين. وبعث  أيضاً ، ولي العهد وولي ولي العهد برقيتي تهنئة لدونالد ترامب. وأعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب  ، بحسب الرياض المقربة من الملك ،عن تطلعه للتعاون مع دول العالم بإنصاف لإيجاد قواسم مشتركة، مؤكدًا أنه سوف يتعامل مع جميع الدول التي تمد يدها بالتعاون، وأنه يبحث عن الصداقة لا العداوة والشراكة لا الخلافات. ووعد بأن يكون الاقتصاد الأميركي الأقوى في العالم من خلال إعادة بناء البنية التحتية.

أحدث المقالات