23 ديسمبر، 2024 12:38 ص

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (9)

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (9)

القسم التاسع :
إنتاج المعرفة عملية تتطلب إمتلاك عقل نقدي تحليلي متحرر وثائر ، وسعي نحو الكمال .. وتحطيم لما يسمى رموز أو مثال أعلى ، وعدم الرهبة من الكلام المكتوب في الكتب والأسماء الرنانة … لابد لمنتج المعرفة والمثقف الحقيقي ان يتخطى هذا ولاينتظر إعتراف الآخرين به ، وينظر الى البشر بروح الأبوة هم من يحتاج حكمته وليس هو من يحتاج تصفيقهم ، وينتج أفكاره الخاصة وفق معايير منطقية وقيم أخلاقية ، وقناعة بنسبية العقل وتعدد أوجه الأشياء ، وغياب الحقيقة المطلقة ، في فيزياء الكم توجد نظرية مفادها : كيف ماتنظر الى الألكترون يتشكل ، وهذه النظرية الخطيرة يمكن تعميمها على الحياة وتنسف مايسمى الحقائق الثابتة ، وربما تعطي للبشرية الأمل بصناعة أقدارهم كيما يشاؤون !
هنا بعض ماجاد به العمر من أفكار .. علما أنا لست مناضلا ولاصاحب قضية كبرى ، فقط عندما أشعر بخاطر أو فكرة أكتبها بشكل عفوي على شكل عبارات قصيرة مكثفة ، وهي قد تصلح مشروع كتاب لن يتحقق في ظل الشعور باللاجدوى والعدم :
***
– البشر كأفراد يعيشون في المستوى الحيواني عندما يفكرون بمنطق الربح والخسارة وقد يشمل هذا المنطق التعامل بين الدول ولهذا غابت العدالة !
***
– من أسخف إبتكارات البشر .. فكرة المسابقات الرياضية يصبح الفائز فرحاً والخاسر حزيناً وبهذا يتم تشجيع هزيمة الإنسان لأخيه الإنسان.
***
– ستظل البشرية متخلفة وهمجية ما لم نرتقي إنسانيا ونتعاطف مع من ( لا يعجبنا ) من الناس .. فحب من يعجبنا هو أنانية طفولية مقيتة!
***
– الحب الفعل الوحيد حتى في حالة الفشل والخسائر لن تندم عليه وتعيش ذكرياته بسحر نادر ودموع بريئة تعاتب الأقدار !
***
– سبب عدم نسيان أهل الميت غياب من تخلف عن الحضور الجنازة والفاتحة رغم إنشغالهم بالمتوفي يعود الى بحثهم عن إعتراف الأخرين بهم من خلال حضورهم ، فالشعور بالنقص والحاجة الى تقدير الناس أقوى لديهم من الحزن على الميت !
***
– ليس الغريب إرتكاب البشر أعمال الإحتيالات والجرائم والقتل وإشعال الحروب .. بل الغريب ان يصدر عن البشر فعل الخير والعمل الإنساني النبيل ، فالإنسان كائن أناني شرير .
***
– حضارة الإصغاء.. الإصغاء يعد سلوكا حضاريا وإنسانيا وهو للأسف يندر بين البشر ، وخصوصا في المجتمعات العربية التي تربت على إختزال قيمة الإنسان بكلماته وليس في مواقفه وأفعاله .. لذا تجد العربي يحب الكلام والجدال والصراخ ، ولايعرف ميزة الإصغاء للآخرين .
***
– السؤال المشكك بمعنى الحياة وحقيقة البشر يخرجنا من حصار إسطبل المفاهيم وينقلنا الى وعي جديد.
***
-مشكلة كبيرة تواجه الإنسان وهي انه خارج حدود العقل واللغة لا يستطيع التفكير والتخيل مما يجعله لايعرف كل الأبعاد والمعاني للحياة والوجود.
***
– ليس من العدل عندما غادرت حياتي لم تأخذ ذكرياتها معها وتركتها معي أتعذب مع صدى ضحكاتها وكلماتها وتمايل جسدها وإهتزازته وتطاير شرر نيران الجاذبية منه .. من الظلم ان تزرع في الروح الشوق اليها وتمضي راحلة في غياهب الغياب !