22 ديسمبر، 2024 11:12 م

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (7)

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (7)

القسم السابع :
إنتاج المعرفة عملية تتطلب إمتلاك عقل نقدي تحليلي متحرر وثائر ، وسعي نحو الكمال .. وتحطيم لما يسمى رموز أو مثال أعلى ، وعدم الرهبة من الكلام المكتوب في الكتب والأسماء الرنانة … لابد لمنتج المعرفة والمثقف الحقيقي ان يتخطى هذا ولاينتظر إعتراف الآخرين به ، وينظر الى البشر بروح الأبوة هم من يحتاج حكمته وليس هو من يحتاج تصفيقهم ، وينتج أفكاره الخاصة وفق معايير منطقية وقيم أخلاقية ، وقناعة بنسبية العقل وتعدد أوجه الأشياء ، وغياب الحقيقة المطلقة ، في فيزياء الكم توجد نطرية مفادها : كيف ماتنظر الى الألكترون يتشكل ، وهذه النظرية الخطيرة يمكن تعميمها على الحياة وتنسف مايسمى الحقائق الثابتة ، وربما تعطي للبشرية الأمل بصناعة أقدارهم كيما يشاؤون !
هنا بعض ماجاد به العمر من أفكار .. علما أنا لست مناضلا ولاصاحب قضية كبرى ، فقط عندما أشعر بخاطر أو فكرة أكتبها بشكل عفوي على شكل عبارات قصيرة مكثفة ، وهي قد تصلح مشروع كتاب لن يتحقق في ظل الشعور باللاجدوى والعدم :
***
– أشك ان نفس الخالق الذي خلق المرأة كذلك خلق الرجل .. المرأة كائن مختلف يندر إرتكابها جرائم السرقة والإعتداء الجسدي وشن الحروب والقتل .. بينما الرجل يرتكب كل البشاعات والجرائم !
***
– الإنسان يتفوق على الحمار بميزة القدرة على الصبر .. بدليل يظل طوال عمره مربوطا في إسطبل الحياة منتظرا موته وهو يتحرك ويأكل ويضحك منتشيا بخدعة الأديان بوجود حياة مابعد الموت !
***
– الإنخراط في علاقات الصداقة مع الآخرين .. دليل على الفشل في الإستمتاع بالحياة بمفردك ، والشعور بالوحشة من نفسك !
***
– المؤمنون يلومون بعضهم البعض ويحملون الشيطان مسؤولية الشر .. ولا يلومون خالق الشيطان القادر على وقف نشاطه !
***
– البشر الذين يتفاخرون بأجدادهم وأصولهم .. يستحقون السخرية منهم والشفقة عليهم .. فهم يقتطعون جزءا من التاريخ ويتجاهلون ان أجدادهم وأجدادنا جميعا الأوائل كانوا يعيشون في الكهوف والغابات في العصر البدائي الهمجي !
***
– ليس كل شخص ننفر منه ونكرهه هو شرير .. وليس كل شخص لاتعجبنا أفكاره هو مخطيء .
***
-الأديان تقول : الله ينتقم من الظالم بعد الموت .. وأنا أتساءل : ما فائدة العدالة بعد الموت .. واذا كان الله يريد اقامة العدل ، فلماذا لم يقمه في الحياة ويجعل البشر يعيشون بسلام ومحبة ؟
***
– أعظم درجة من الوعي يحققها الإنسان هي رفض بشريته والتمرد عليها والسعي للتطابق مع قيم الخير والعدالة .
***
– غالبا ما تتحول الوسائل الى غايات .. ويبدأ البشر يدافعون عن عبوديتهم بكلمات الحب وتسمعهم يرددون : عملي كل شيء في حياتي ، طموحاتي كل شيء في حياتي ، الى آخر سلسلة العبودية !
***
– وجوه الفقراء هي وجهي ، أنا منهم وأحدهم ، لكن للأسف خذلتهم لم أملك الشجاعة للإنتقال والعيش بينهم خوفا من المرض والجوع !