13 أبريل، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (5)

Facebook
Twitter
LinkedIn

القسم الخامس :
إنتاج المعرفة عملية تتطلب إمتلاك عقل نقدي تحليلي متحرر وثائر ، وسعي نحو الكمال .. وتحطيم لما يسمى رموز أو مثال أعلى ، وعدم الرهبة من الكلام المكتوب في الكتب والأسماء الرنانة … لابد لمنتج المعرفة والمثقف الحقيقي ان يتخطى هذا ولاينتظر إعتراف الآخرين به ، وينظر الى البشر بروح الأبوة هم من يحتاج حكمته وليس هو من يحتاج تصفيقهم ، وينتج أفكاره الخاصة وفق معايير منطقية وقيم أخلاقية ، وقناعة بنسبية العقل وتعدد أوجه الأشياء ، وغياب الحقيقة المطلقة ، في فيزياء الكم توجد نطرية مفادها : كيف ماتنظر الى الألكترون يتشكل ، وهذه النظرية الخطيرة يمكن تعميمها على الحياة وتنسف مايسمى الحقائق الثابتة ، وربما تعطي للبشرية الأمل بصناعة أقدارهم كيما يشاؤون !
هنا بعض ماجاد به العمر من أفكار .. علما أنا لست مناضلا ولاصاحب قضية كبرى ، فقط عندما أشعر بخاطر أو فكرة أكتبها بشكل عفوي على شكل عبارات قصيرة مكثفة ، وهي قد تصلح مشروع كتاب لن يتحقق في ظل الشعور باللاجدوى والعدم :
***
– الإنسان كائن ميؤوس منه ومليء بالعيوب بدليل كثرة الدجالين والمجرمين بين رجال الدين ، والصراعات والخلافات حتى بين علماء النفس على سبيل المثال : خلافات زملاء عالم النفس فرويد معه وفيما بينهم ، وكذلك خلافات جماعة عالم النفس جاك لاكان .. فما الذي بقي بعد إنهيار هؤلاء الذين يعدون صفوة البشر؟!
***
– لو كان الله موجود فعلا .. لخرج الى العلن ودافع عن نفسه ضد التظيمات الإرهابية ورجال الدين الذين يشوهون صورته ويقتلون ويسبون ويغتصبون النساء بإسمه.
***
-الجدية في التفكير والسلوك إحدى نتائج مؤامرات العقل لقتل الفرح ومنع التمرد على الروتين والنمطية ، ونسيان للموت الذي يزحف علينا !
***
– دموع العشاق هي لوعة الأنانية المحرومة في داخلهم التي يكذب الجميع بشأنها ويصفونها : بالأشواق والحنين والحب ، وللأسف البشر كافة لاتستطيع بشريتهم من حب ذات المحبوب فقط فهذا خارج نطاق برمجتهم الآدمية .
***
– سبب عدم لجوء البشر -أفرادا وجماعة – الى الخيار الأفضل وفق معايير العقل والقيم الأخلاقية والعدالة .. لأن الإنسان الحالي عاجز عن إنقاذ نفسه من الأنانية والشر وهو سجين طبيعته ، وإذا كان وجودنا عشوائيا بلا غاية عاقلة ، لايوجد من نتوجه باللوم اليه ونحمله المسؤولية مادامت حيوانية الإنسان هي الطبيعة المتأصلة فيه التي تحركه !
***
– إن كان الله موجودا .. ماهو شعوره عندما يرى مخلوقاته لاتحب الخير وتزدحم حياتها بالصراعات والظلم والحروب ومختلف أنواع جرائم الشر .. هل يعتبر البشر صناعة فاشلة أنتجها ؟
***
– أفضل علاج للتخلص من الشعور بعذاب الوحدة والإنسجام معها .. هو تدريب النفس على الإستغناء عن إعتراف الآخرين بنا والتحرر من سجون الحاجة للمجتمع بأن يعترف بأننا أذكياء وشجعان ومن ذوي السمعة الطيبة .. عندها سنتحرر من إسطبل سجون الحاجة للعلاقات الإجتماعية .
***
– أشجع الشجعان ، وأذكى الأذكياء هم الساخرون من الحياة الذين إكتشفوا لعبتها التافهة وتجاوزوها وتحرروا من ثنائية : النجاح والفشل !

– من فوائد الإيمان بفلسفة العدم انه يحررنا من الشعور بالحرمان بعد ان تتساوى الأشياء وتصبح كل مزايا الحياة مجرد تفاهات .
***
– معظم أحكامنا على البشر بأنهم ( تافهون – سطحيون ) سببه غير حقيقي ويرجع الى ثقافة مغلوطة تبالغ في الجدية والعقلانية ولاتحترم حرية الآخرين في التمرد والبحث عن الترفيه وتمضية العمر بما يلائمهم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب