23 ديسمبر، 2024 12:47 ص

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (1)

هذا ما أجاد به العمر بعد الستين (1)

إنتاج المعرفة عملية تتطلب إمتلاك عقل نقدي تحليلي متحرر وثائر ، وسعي نحو الكمال .. وتحطيم لما يسمى رموز أو مثال أعلى ، وعدم الرهبة من الكلام المكتوب في الكتب والأسماء الرنانة … لابد لمنتج المعرفة والمثقف الحقيقي ان يتخطى هذا ولاينتظر إعتراف الآخرين به ، وينظر الى البشر بروح الأبوة هم من يحتاج حكمته وليس هو من يحتاج تصفيقهم ، وينتج أفكاره الخاصة وفق معايير منطقية وقيم أخلاقية ، وقناعة بنسبية العقل وتعدد أوجه الأشياء ، وغياب الحقيقة المطلقة ، في فيزياء الكم توجد نطرية مفادها : كيف ماتنظر الى الألكترون يتشكل ، وهذه النظرية الخطيرة يمكن تعميمها على الحياة وتنسف مايسمى الحقائق الثابتة ، وربما تعطي للبشرية الأمل بصناعة أقدارهم كيما يشاؤون !

هنا بعض ماجاد به العمر من أفكار .. علما أنا لست مناضلا ولاصاحب قضية كبرى ، فقط عندما أشعر بخاطر أو فكرة أكتبها بشكل عفوي على شكل عبارات قصيرة مكثفة ، وهي قد تصلح مشروع كتاب لن يتحقق في ظل الشعور باللاجدوى والعدم :

– التباين بين براكين قوة الرغبات وتواضع زخم الفرح بتحقيقها هو مأزق أوهام الإنسان التي تضخم الأشياء وعندها يستمر تكرار إعادة الرغبات بحثا عن المتع والفرح الغائب.
***
– ماهي ضرورة وجود الكون ومخلوقاته ومن بينها الإنسان .. إذا كنا لانعرف ضرر عدم وجوده .. هنا يتساوى الوجود والعدم !
***
– كم هم أغبياء .. الناس ينتظرون بشوق المستقبل .. وينسون ان المستقبل يعني الإقتراب من الموت أكثر !
***
– رضا الإنسان عن الحياة والبشر بمقدار إشباع أنانيته.. وليس بمقدار وجود النظام والعدالة.
***
– كل إنسان نلتقيه يجب ان نتساءل كم لديه نسبة من الأمراض النفسية والعقلية فلا يوجد إنسان سليم على وجه الأرض .
***
– بما انه لا يوجد إله سماوي نعاتبه ونحتج عليه عندما نرفض طبيعة وجودنا .. فنحن في ضياع مثل قطيع بلا راعي.
***
– قلب المرأة مصمم على البحث عن الحب بينما الرجل يحمل قلبا وحشيا لإصطياد المرأة وهنا يحدث التصادم ما بين الحب و الصياد المتوحش.
***
– من يؤمن بعشوائية وفوضى الوجود وغياب الأقدار الصادرة عن قوى عليا عاقلة عليه ألا يحزن على سوء حظه فهو نتاج هذه العشوائية.
***
– موت الإنسان ودفنه في التراب عملية حقيرة لا يمكن ان تكون من فعل الله – إن وجد – .. فكيف يكون ربا رحيما ويهين البشر بهذا الشكل !
***
– إشتقاق قيمة الذات:
إشتقاق قيمة الذات يعني إستخراج قيمتها وأهميتها من إسم العائلة أو العشيرة أو الثروة المالية أو المنصب الوظيفي أو قوة وجمال الجسد أو الذكاء أو الشهادة .. بهذا المعنى يجعل الشخص سجينا طوال عمره لهذه الأشياء ومستعبدا لها حيث يظل يستجدي القيمة من الناس بواسطتها .. وهذا سببه الشعور بالنقص .. بينما الحقيقة هي لاتوجد قيمة لكل الوجود ومافيه مادمنا نغرق في العدم !