18 ديسمبر، 2024 5:01 م

هذا مايجري في إيران

هذا مايجري في إيران

مع تأکيد مسٶولون أوکرانيون بأن روسيا تلقت طائرات مسيرة إيرانية مسلحة يمكن أن تؤثر على الحرب الدائرة بشكل كبير. وأرسلت إيران بالفعل 46 طائرة بدون طيار إلى روسيا، وفقا لما ذكره أليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتابع بالقول: “وفقا لبعض التقارير يبدو أن استخدامها قد لوحظ بالفعل”، فإنه ومع نقل وکالات الانباء لهذا الخبر فإن هناك خبران آخران، تناقلتهما أيضا وسائل الاعلام ولکن على الضد والنقيض من هذا الخبر.
الخبران اللذان نتحدث عنهما، الاول منهما هو ماجاء في موقع”بهار نيوز”الحکومي الايراني في الاول من الشهر الجاري، حيث تحدث عن الزيادة الجامحة في التضخم والارتفاع الصاروخي في الأسعار: كل يوم، يزداد القلق بشأن زيادة أسعار السلع الأساسية والاستهلاكية للأسر إلى درجة وصلت فيها اليوم مجموعة كبيرة من الطبقات الوسطى تحت خط الفقر، وإمكانية شراء السلع الأساسية لهذه الأسر أصبحت صعبة للغاية، على الرغم من أن المسؤولين يزعمون أن السلع الأساسية موجودة بكثرة في السوق، يبدو أن هذه الوفرة مخصصة فقط لعدد قليل من الأشخاص الذين لديهم دخل غير عادي ويجب على عامة الناس الذهاب إلى الأماكن الأرخص لشراء المواد الاستهلاكية اليومية.
أما الخبر الثاني؛ فهو إنه وفي إحصائية ينظر إليها المعنيون بالشأن الايراني بأنها أقل بکثير من الواقع، أعلن أصغر باقر زاده، نائب وزير التربية والتعليم في إيران أن عدد الطلاب الذين تركوا التعليم في البلاد يتراوح بين 500 ألف و 600 ألف. وقال هذا المسٶول الايراني يوم السبت الماضي السادس من آب/أغسطس الجاري، وهو يبرر ترك الطلاب لدراستهم أن:” عدم امتلاك الإنترنت، وعدم الوصول إلى التعلم عن بعد، أو إجبار الطلاب على العمل”من أهم الأسباب التي دفعتهم إلى التوقف عن الدراسة.
والخبران اللذان أوردناهما، يعکسان واقعا وأوضاعا مقلقة في إيران وإن الاوضاع تزداد سوءا ولاسيما في ظل عدم تمکن ابراهيم رئيسي بعد إنقضاء عام على ولايته کرئيس للجمهورية من تحقيق أية نتيجة إيجابية مفيدة بالنسبة للأوضاع السلبية السائدة في إيران، وإن إيران التي تواجه کومة کبيرة جدا من المشاکل الداخلية والخارجية، هي في غنى تماما عن إضافة مشکلة خارجية لها من خلال تدخلها في الحرب الدائرة في أوکرانيا ووقوفها الى جانب روسيا.
تورط النظام الايراني في الحرب الدائرة في أوکرانيا، يأتي في سياق سياسة الهروب للأمام لهذا النظام، وذلك بالتهرب من المشاکل والازمات المزمنة التي يواجهها في الداخل ولانشغال بتدخلات خارجية ليس تساهم بتحسين أوضاعه وإنما حتى ستجعلها أسوء من السابق بکثير!