في كثير من المواقف اليومية، نرى كيف يصدر المجتمع أحكامًا تحت مسمى”العيب”، دون النظر في مشروعيتها الشرعية أو العقلية،وهذا ما يخلق حالة من الخلط بين ما هو حرام فعلًا،وما هو فقط غير مقبول اجتماعيًا.
التمييز بين العيب والحرام ضرورة مجتمعية
مواقف تعكس الخلط
شابٌ يعترض على أمر خاطئ في حضور الكبار،فيُقال له:”هذا التصرف عيب”،رغم أن كلامه صائب ولا يعارض الشرع.
امرأة تطالب بحقها المسلوب، فيُقال لها:”عيب”،مع أن ما تطالب به حق شرعي ولا حرمة فيه.
هذه الأمثلة تكشف مدى هيمنة العادات على حكم الناس، وتؤكد أننا بحاجة لوقفة ووعي.
ما الذي يُقدَّم: العيب أم الحرام؟
حين يُخلط بين العيب والحرام، تصبح الأحكام مشوشة، ويتعذر على الناس التمييز بين الخطأ الحقيقي،وبين ما لا يوافق فقط أعرافًا اجتماعية قديمة.
العيب لا يُبنى على أساس علمي أو ديني، بل تُرسخه العادات والتقاليد التي قد لا تكون مناسبة للعصر الحالي.
النتائج السلبية لهذا الخلط
خنق الإبداع وتقييد حرية الرأي.
الخوف من المجتمع بدل الخوف من الله وتجنّب الحرام الحقيقي.
السعي لإرضاء المجتمع حتى وإن خالف القناعة الشخصية.
ظهور شخصيات مهزوزة تفتقد للثقة والنضج،وتعيش بازدواجية: تفعل الخطأ في الخفاء وتخفيه عن أعين الناس، لأنها لا تؤمن بالموروث ولكنها مجبرة على التظاهر بقبوله.
الحل:مراجعة المفاهيم المجتمعية
على المجتمعات أن تراجع مفاهيمها، وتُفرّق بوضوح بين:
ما يُخالف الدين (حرام)
وما يُخالف فقط عادات بعض الناس (عيب)
فلا يمكن بناء مجتمعات ناضجة ومتطورة إلا إذا وُضع العقل والوعي أساسًا للقرارات والسلوك، وليس فقط التقاليد

أحدث المقالات

أحدث المقالات