22 ديسمبر، 2024 8:55 م

وهذه كناية عن يسر المعالجة وسهولتها، والكيش عند البغداديين : الماء الضحل القليل، وهو من الآرامية كاوشا، بمعنى المخاضة، وقولهم هذا الكيش حلّاوي، كناية يراد بها سهولة العبور سيرا على الاقدام، وربما وردت هذه العبارة كناية عن التورط بالنسبة للملاحين، لان الزورق اذا ( كيّش) يعني انه التصق بالقاع، فحال ذلك دون انسيابه، وفي هذا يقول المله عبود الكرخي:( بغداد مرشوشه ابعسلْ…. واحجارها ثوم وبصلْوالماي في دجلة وصل….. هذا الكيش حلّاوي)الماء في دجلة ارتفع بشكل خطير ولاندري هل لسد الموصل دخل في هذا ام لا، وحكايتنا هذا اليوم عن تفجيرات سوق مريدي في مدينة الثورة، وهجوم داعش على ابي غريب، وهل هذا الامر مصادفة، ام انه عمل يأتي للضغط على الشعب والتنفيه شيئا ما عن محنة الحكومة المتهمة بالفساد، وتظاهرات الصدر التي اعطت مهلة قصيرة لاتلحق الحكومة خلالها ان تخلع ثيابها وتستبدلها باخرى، فكان الرد قويا في خرقين امنيين كبيرين.ربما هي طريقة سهلة للخلاص من الضغط والمتابع لاحوال العراق وبغداد تحديدا، يجد ان كل ازمة سياسية تكون مصحوبة باعمال ارهابية خطيرة ايضا، وهذا لم يحدث للمرة الاولى، ولا ادري داعش مع من تعمل ولصالح من؟، الحيرة كبيرة والاتهامات سهلة جدا، ولكن الدليل صعب جدا امام شعب اعزل لايملك سوى ان يتظاهر، ويفجر في اليوم الآخر، هل هذا الكيش حلّاوي كما كان من قبل، ام ان الامر جاء مصادفة ولتتبنى داعش العملية لتكون الحالة الامنية المنهارة مرافقة للانهيار السياسي الراهن والمقبل، التصريحات التي تداولتها الاطراف الشيعية فيما بينها تنبي عن خطر كبير، وهناك تسريبات ان محاولة لاغتيال الصدر فشلت وكانت وراءها قوى شيعية متنفذة، وهذا من شأنه ان يخلط الاوراق ويجعل الامور تسير باتجاه التفرقة والاحتراب الداخلي، هل جاءت تفجيرات مريدي واقتحام ابي غريب عملية انقاذ لما تمر به العملية السياسية .بالامس كانت القاعدة تداري اخطاء السياسيين وتجعل الشعب يرضى بالصخونة بعد ان يرى الموت، وهذا امر معمول به في مختلف البلدان عربية واجنبية، فالحكومة وحزب الدعوة بالتحديد وقع تحت قوة ضغط هائلة بعد ان عصبت عمليات الفساد جميعها برأسه، وكأن الاخرين كانوا مجرد متفرجين ولم يكونوا فاعلين وفاسدين في وزاراتهم، ولذا يكون حال القطة المحصورة في غرفة مقفلة، في انها تهجم على من يهجم عليها وهي مؤمنة ان الموت في الطريق، لكنها تخمش وتنتهي وربما سلمت وغادرت القفص، وما تعانيه الحكومة عظيما، هناك التظاهرات التي دخل التيار الصدري على خطوطها المتفرعة في كل مكان، وهناك سد الموصل ودجلة الذي يفور، وهناك داعش واميركا وايران وتركيا التي احتلت الاراضي العراقية، وهناك قوات الفتح العربي الذي تقوده السعودية، والكارثة الاقتصادية التي تهرول نحوها الحكومة بترك الايفادات واعمال السرقة واللصوصية مستمرة، كل هذا يجعل الحكومة في وضع ربما تضيع معه رأس الخيط وتسمع من هنا وهناك لتحفظ ماء وجهها، وليكون الكيش حلّاوي .