7 أبريل، 2024 1:32 ص
Search
Close this search box.

هذا الفاسد من ذاك الفاسد

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يتابع أحداث و مجريات الامور فيما يتعلق بالاستعدادات الجارية للإنتخابات العراقية التي سيتم إجرائها في 12 من أيار المقبل، يجد هناك الکثير من القضايا و المسائل المختلفة التي يتم تسليط الاضواء عليها بصورة ملفتة للنظر، لکن الملفت للنظر أکثر من اللازم هو الترکيز على قضايا التسقيط الاخلاقي إن صح التعبير وخصوصا فيما يرتبط بالنساء المرشحات، وهو ماقد أخذ مساحة کبيرة جدا له على وسائل التواصل الاجتماعي، لکن الذي يجب الانتباه له، هو لماذا إن التسقيط يترکز على النساء؟
الترکيز على قضايا التسقيط الاخلاقي، هدفه الاکبر ومع إقتراب العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات، هو من أجل إبعاد تسليط الاضواء على الملف الاخطر و الاکثر أهمية بالنسبة للشعب العراقي و نقصد به تحديدا ملفي التدخلات الايرانية السافرة في العراق و الفساد، هذا من جانب، أما من جانب آخر، فإن تسليط الاضواء على ملف التسقيط الاخلاقي وللنساء بشکل خاص، إنما له هدفين هما:
ـ التشکيك في النساء و في قدرتهن على المشارکة في الحياة السياسية، وهو يتناغم تماما مع قضية معاداة النساء و دفعهن للتقوقع و إلتزام بيوتهن کما هو جار في إيران نظام ولاية الفقيه على قدم و ساق.
ـ إثارة مواضيع أخلاقية تتعلق بالنساء، هو بالضرورة أکثر إلفاتا للأنظار و للإهتمام من أي موضوع آخر وإننا إذا مالاحظنا جيدا فإن الانشغال بقضايا التسقيط السياسي و التي شملت النساء المرشحات فقط، فقد غطى ذلك على القضايا الاخرى التي کانت مرتبطة بملفات أخطر کثيرا نظير ملفي التدخلات الايرانية و الفساد الذي يبدو إنهما تراجعا کثيرا أمام ملف التسقيط الاخلاقي للنساء المرشحات.
الاوضاع الوخيمة و المزرية التي يواجهها العراق حاليا، تعود أسبابها لسببين رئيسيين هما:
اولاـ التدخلات السافرة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي تسبب في وضع أناس غير کفوئين و يفتقدون للمٶهلات في مناصب حساسة ليس لهم من هم سوى تنفيذ الاوامر الصادرة من طهران و التي جميعها في غير صالح العراق و شعبه.
ثانياـ الفساد والذي صار معروفا للشعب العراقي من إن أهم رٶوسه هم من التابعين لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإن بقاء شخص مثل نوري المالکي بعيدا عن المحاسبة و المسائلة رغم إن أکثر من ثلاثمائة مليار دولار قد إختفت في عهده، إنما هو بسبب من حماية النظام الايراني له، بل إن معظم المتورطين بملفات الفساد کما جرى مع قائد سني کبير، يحصلون على صك البراءة و الامان بزيارة”قبلة الفساد”في طهران، لکن رغم ذلك فإن کل هذا لن يخفي الحقيقة التي ستظهر عاجلا أم آجلا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب