على مر أکثر من 4 عقود من عمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ظلت الطائفة السنية التي تشکل 10،5% من سکان إيران، تمييزا ملفتا للنظر من مختلف النواحي حيث الى جانب إن النظام يقوم بإستهداف سکان المناطق السنية لأسباب و دوافع شتى، فإن هذه المناطق تعاني من الحرمان في مختلف الجوانب الخدمية و العمرانية بحيث تکاد أن لاتشبه المناطق الاخرى من إيران، وإن تزايد حملات الاعدام المسيسة وذات البعد الطائفي للنشطاء من أهل السنة، صارت أشبه ماتکون بظاهرة سلبية أخرى الى جانب عشرات الظواهر السلبية الاخرى التي يزخر بها هذا النظام، ومٶخرا، أکد مولوي عبدالحميد، زعيم أهل السنة في إقليم بلوشستان، بإيران بأن الطائفة السنية تعاني من التمييز و عدم المساواة في البلاد کاشفا عن وجود قيود غير الرسمية على سفره الى بقية المدن الايرانية مٶکدا بأنه وعد سفره الى أية مدينة يواجه مشاکل هو و من يستضيفه.
الاوضاع السلبية وغير المستقرة للمناطق السنية في العراق و السعي الممنهج لتغيير ديموغرافيتها بطرق و اساليب ملتوية والتي بدأت تزداد بصورة ملفتة للنظر بعد إنحسار تنظيم داعش و بعد الهجوم الايراني ـ الحشدوي على الاکراد(ويجب أن لاننسى بأنهم سنة أيضا)، وقطعا يجب أن ننتظر تنفيذ مخططات جديدة بهذا الخصوص، لأن النظام الايراني يجد دائما في السنة العراقيين خصوم ألداء له لأسباب و دوافع مختلفة، وبطبيعة الحال، فإن السنة الايرانيون إذا ماکانوا يواجهون ظلما و إجحافا إستثنائيا، فإننا يجب أن لاننتظر أن يکون حال السنة العراقيين أفضل منهم، فکلاهما في الهوى سوى، وإن الميليشيات التابعة لإيران في العراق و التي تقوم بتنفيذ المخططات الايرانية هي إمتداد طبيعي للنظام في إيران ولأن النظام الايراني يعتبر نفوذه في العراق أمرا غير قابل للنقاش لأنه بوابته على العالم و ساحته الخلفية للعب و مخادعة العالم و الالتفاف على العقوبات الموجهة ضده، فإنه يجد من الضروري جدا إسکات کل الاصوات المعارضة له من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وبشکل خاص جدا السنة.
التدخلات الايرانية في العراق بعد الاحتلال الامريکي للعراق، جاءت لتزيد و تضاعف من محنة و معاناة الشعب العراقي، وإن هذه التدخلات التي لم تبق من مجال أو شأن إلا و نالت منه بصورة أو بأخرى، صارت سببا رئيسيا لإيصال العراق الى المفترق الحالي، بل وإن الذي يجب أن ننتظره و نتوقعه هو إن يزداد الحال سوءا(وهو مانشهده حقا)، لأن النهج المشبوه للنظام الايراني لايزال يلقي بظلاله الکئيبة على العراق کله وإن إستمرار هذه الحالة مثلما هي ليست في مصلحة العراق فإنها أيضا ستلحق الضرر بالامن و الاستقرار في المنطقة و ستعاني من تداعيتها کثيرا، ولذلك فإن دول المنطقة و العالم معنيون أکثر من غيرهم بالتدخل للحيلولة دون تنفيذ إيران لمخططاتها المشبوهة ضد أهل السنة في العراق من خلال أذرعها الميليشاوية، وإن حرمان إيران من هذه الميليشيات کفيل بإنهاء دابر مخططاتها في العراق.