يسعى الانسان عندما يريد أن يراهن على أمر أو قضية ما، أن يضمن شروطا موضوعية تمنح له شيئا من الامل و الطمأنينة بکسب الرهان و قلما تجد إنسانا يراهن بصورة عشوائية دونما أي تفکير و روية و بحث و تقصي.
المراهنون على عهد الرئيس الايراني، حسن روحاني، بإعتباره عهد الانفتاح و الاعتدال و الاصلاح و التغيير في إيران، يسعون للإيحاء بأن روحاني جدير بالمراهنة عليه وإنه سيحقق ماقد عجز غيره عن تحقيقه لکن مرور أکثر من عامين على توليه مهام منصبه لم يحدث أي شئ من ذلك الذي بشر به المراهنون عليه و إنتظروه منه بفارغ الصبر وإنما على العکس و النقيض من ذلك تماما و يکفي الاستدلال بتصريح غريب و مثير للسخرية أطلقه قبل فترة قصيرة قال فيه بأن قد تم تخصيص ميزانية تعادل ميزانية عشرسنوات لشراء الإسلحة!
السٶال الذي يجب طرحه هنا هو: ماعلاقة الاصلاح و الاعتدال و التغيير نحو الاحسن بمضاعفة شراء الاسلحة في بلد يرزخ فيه أکثر من 70% تحت خط الفقر و يواجه 12 مليونا آخرين المجاعة و تتفشي فيه مظاهر البطالة و الادمان و غيرها من المظاهر السلبية؟ غير أن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تفسر هذا التکالب الجنوني من قبل طهرن على شراء الاسلحة بأنه يثبت حقيقة أن کل مايتعلق بسياسات النظام في المنطقة لم يطرأ عليها أي تغيير!
الحقيقة إن الذي يجب أن ننتبه إليه جيدا و نأخذه بنظر الاعتبار هو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بعد أن قام بالتوقيع على الاتفاق النووي فإنه قد تخلى بذلك عن واحد من أهم ثلاثة مرتکزات يقوم عليها النظام، و لذلك فإنه بعد تخليه عن حلمه النووي الى إشعار آخر فإنه يرکز إهتمامه على الرکيزتين الاخريين أي القمع في الداخل و التدخلات في المنطقة، وإننا نشهد تصعيدا ملفتا للنظر في سياسة تدخلات النظام في المنطقة وکأنه يسعى فعلا للتغطية على فشله و إخفاقه النووي، وبهذا السياق فإن رٶية و تفسير السيدة رجوي بأن’ الدعايات التي كانت تروّج بأن من خلال الرئيس الإصلاحي المزعوم في النظام يمكن البحث عن سياسات منفتحة خاصة بعد الاتفاق النووي، جاءت بنتائج عكسية والوقائع الجديدة أثبتت تصعيد الحروب في المنطقة.’، والحقيقة التي يجب أن نستخلصها و نستشفها من کل هذا هو إن التغيير الابرز الذي جرى في عهد روحاني هو تصعيد التدخلات الذي تفاخر به روحاني نفسه و إعتبره سببا لقوة موقفه نظامه في المفاوضات النووية